كسبته إِيَّاه. وَيُقَال: أجرمته ذَنبا على نقل الْمُتَعَدِّي إِلَى مفعول بِالْهَمْزَةِ إِلَى مفعولين كَقَوْلِهِم: أكسبته ذَنبا.
وَعَلِيهِ قِرَاءَة عبد الله: لَا يجرمنكم بِضَم الْيَاء وَأول المفعولين على الْقِرَاءَتَيْن ضمير المخاطبين وَالثَّانِي أَن تَعْتَدوا وَأَن صدوكم بِفَتْح الْهمزَة مُتَعَلق بالشنآن بِمَعْنى الْعلَّة. والشنآن: شدَّة البغض. وَالْمعْنَى: لَا يكسبنكم بغض قوم لِأَن صدوكم الاعتداء وَلَا يحملنكم عَلَيْهِ. انْتهى.
وَقَالَ أَيْضا فِي قَوْله تَعَالَى: لَا يجرمنكم شقاقي أَن يُصِيبكُم من سُورَة هود: جرم مثل كسب فِي تعديه إِلَى مفعول وَاحِد وَإِلَى مفعولين. تَقول: جرم ذَنبا وَكَسبه. وجرمته ذَنبا وكسبته إِيَّاه.
-
قَالَ: جرمت فَزَارَة بعْدهَا أَن يغضبوا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: لَا يجرمنكم شقاقي أَن يُصِيبكُم أَي: لَا يكسبنكم شقاقي إِصَابَة الْعَذَاب.
وَكَذَا قَالَ الزّجاج فِي تَفْسِيره قَالَ: أَي: لَا يحملنكم بغضكم الْمُشْركين على ترك الْعدْل. يُقَال: أجرمني كَذَا وجرمني وجرمت وأجرمت بِمَعْنى وَاحِد. وَقيل لَا يجرمنكم: لَا يدخلنكم فِي)
الجرم كَمَا تَقول آثمته: أدخلته فِي الْإِثْم. انْتهى.