بَاب مَا يحسن عَلَيْهِ السُّكُوت فِي هَذِه الأحرف الْخَمْسَة يَعْنِي إِن وَأَخَوَاتهَا نَحْو: إِن مَالا وَإِن ولدا.

إِلَى أَن قَالَ: وَمثل ذَلِك قَول الشَّاعِر: يَا لَيْت أَيَّام الصِّبَا رواجعا فَهَذَا كَقَوْلِك: أَلا مَاء بَارِدًا كَأَنَّهُ قَالَ: أَلا مَاء لنا بَارِدًا. وَكَأَنَّهُ قَالَ: يَا لَيْت لنا أَيَّام الصِّبَا رواجع أَي: يَا لَيْت أَيَّام الصِّبَا أَقبلت رواجع. انْتهى.

وَقَالَ أَبُو حَيَّان فِي الارتشاف: الْمَشْهُور رفع أَخْبَار هَذِه الْحُرُوف. وَذهب ابْن سَلام فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء وَجَمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين إِلَى جوَار نَصبه وَالْكسَائِيّ إِلَى جَوَازه فِي لَيْت.

وَكَذَا فِي نقل عَن الْفراء وَعنهُ أَيْضا فِي لَيْت وَكَأن وَلَعَلَّ. وَزعم ابْن سَلام أَنَّهَا لُغَة رؤبة وَقَومه وَحكي عَن تَمِيم أَنهم ينصبون بلعل وَسمع ذَلِك فِي خبر غن وَكَأن وَلَعَلَّ وَكثر فِي خبر لَيْت قَالَ ابْن المعتز:

(مرت بِنَا سحرًا طير فَقلت لَهَا ... طوباك يَا لَيْتَني إياك طوباك))

وَلم يحفظ فِي خبر أَن وَلَا فِي خبر لَكِن. انْتهى.

-

قَالَ ابْن هِشَام: وَيصِح بَيت ابْن المعتز على إنابة ضمير النصب عَن ضمير الرّفْع. انْتهى.

وَزعم أَبُو حنيفَة الدينَوَرِي فِي كتاب النَّبَات أَن نصب الجزأين بليت لُغَة بني تَمِيم. قَالَ عِنْد ذكر أَسمَاء الْقوس وَأورد مثلا من أمثالهم مَا هَذَا نَصه: وَزعم أَبُو زِيَاد أَن يَد الْقوس السية الْيُمْنَى. قَالَ: واليمنى مَا يكون عَن يَمِينك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015