فيؤول الْأَمر إِلَى جعلهم كَأَنَّهُمْ خلقُوا من ضَربهمْ وَمن حذفهم. وَذَلِكَ غير مُتَصَوّر الْبَتَّةَ. وَلَا يلْزم هَذَا فِي الْآيَة وَالْبَيْت الْأَخير.
والكبش هُنَا: الرئيس وَسيد الْقَوْم لِأَنَّهُ يقارع دونهم ويحميهم. قَالَ ابْن النّحاس: وَإِن شِئْت جعلت مَا بِمَعْنى الَّذِي وَرفعت الْكَبْش. انْتهى.
أَقُول: هَذَا لَا يَصح. فَتَأمل. وَمثل هَذَا الْبَيْت قَول الفرزدق:
(وَإِنَّا لمما نضرب الْكَبْش ضَرْبَة ... على رَأسه وَالْحَرب قد لَاحَ نارها)
وَالظَّاهِر أَن أَبَا حَيَّة ألم بِبَيْت الفرزدق فَإِنَّهُ قبل أبي حَيَّة وَأَبُو حَيَّة توفّي فِي بضع وَثَمَانِينَ وَمِائَة.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب الشُّعَرَاء: وَكَانَ يروي عَن الفرزدق. وَهُوَ بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة. وصحفه ابْن الملا بِالْمُوَحَّدَةِ قَالَ: وَرَأَيْت من صحفه بمثناة تحتية. انْتهى.
واسْمه الْهَيْثَم بن الرّبيع وَيَنْتَهِي نسبه إِلَى نمير بن عَامر بن صعصعة.
-
قَالَ صَاحب الأغاني: وَهُوَ شَاعِر مجيد مُتَقَدم من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. وَقد مدح الْخُلَفَاء فيهمَا جَمِيعًا. وَكَانَ فصيحاً مقصداً راجزاً من سَاكِني الْبَصْرَة. وَكَانَ أهوج جَبَانًا بَخِيلًا كذابا مَعْرُوفا بذلك أجمع. وَكَانَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء يقدمهُ.
وَقيل: إِنَّه كَانَ يصرع. وَكَانَ من أكذب النَّاس: حدث يَوْمًا أَنه يخرج إِلَى الصَّحرَاء فيدعو)
الْغرْبَان فَتَقَع حوله فَيَأْخُذ مِنْهَا