-
قَالَ ابْن السَّيِّد: عباد هَذَا هُوَ ابْن حُصَيْن صَاحب البغلة. والكفيء: فعيل بِمَعْنى الْكُفْء.
وَقَالَ بَعضهم: غنما سمي الْحَارِث حَبطًا لِأَنَّهُ كَانَ فِي سفر فَأكل أكلا فانتفخ بَطْنه فَمَاتَ فَسُمي حَبطًا وعيروا بذلك. فانحطاط قدره وَقدر أَوْلَاده إِنَّمَا هُوَ لهَذَا لَا لما زعم ابْن نباتة فِي وجدنَا النيب من شَرّ المطايا الْبَيْت فلزمهم هَذَا القَوْل. انْتهى.
وَلَا يخفى أَن هَذَا الْبَيْت لزياد الْأَعْجَم وَهُوَ من معاصري الفرزدق وَتَقَدَّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد الثَّانِي بعد الثَّمَانمِائَة. وتسميتهم بالحبطات قديم جدا قبل أَن يخلق أجداد زِيَاد فَكيف لقبوا بقوله. وَالله أعلم.
وَأنْشد بعده
وَهُوَ من شَوَاهِد س:
لَا تَشْتُم النَّاس كَمَا لَا تَشْتُم على أَن كَمَا أَصْلهَا كَاف التَّشْبِيه المكفوفة بِمَا قد تغير مَعْنَاهَا بالتركيب فَصَارَت بِمَعْنى لَعَلَّ أَي: لَعَلَّك لَا تَشْتُم. وَهِي مُهْملَة لَا تعْمل شَيْئا وَلَا يلْزم من كَونهَا بِمَعْنى لَعَلَّ أَن تعْمل عَملهَا.
وَتقدم نقل كَلَام سِيبَوَيْهٍ وَغَيره فِي الشَّاهِد السَّابِع وَالْخمسين بعد الستمائة.
وَفِي الارتشاف لأبي حَيَّان: وَذهب الْفراء إِلَى أَن قَوْلهم: انتظرني كَمَا آتِيك وَلَا تَشْتُم النَّاس كَمَا لَا تَشْتُم