(لم أكن من جناتها علم ... الله وَإِنِّي لجمرها الْيَوْم صالي)
(قربا مربط النعامة مني ... إِن قتل الْغُلَام بالشسع غالي)
ولقحت حملت والحيال أَن يضْرب الْفَحْل النَّاقة فَلَا تحمل وَهَذَا مثل ضربه لِأَن النَّاقة إِذا حَالَتْ وضربها الْفَحْل كَانَ أسْرع للقاحها وَإِنَّمَا يعظم أَمر الْحَرْب لما تولد مِنْهَا من الْأُمُور الَّتِي لم تكن تحتسب ثمَّ ارتحل الْحَارِث مَعَ قومه حَتَّى نزل مَعَ جمَاعَة بكر بن وَائِل وَعَلَيْهِم يَوْمئِذٍ
الْحَارِث بن همام بن مرّة بن ذهل بن شَيبَان بن ثَعْلَبَة فَقَالَ الْحَارِث بن عباد لَهُ إِن الْقَوْم مستقلون قَوْمك وَذَلِكَ زادهم جَرَاءَة عَلَيْكُم فَقَاتلهُمْ بِالنسَاء قَالَ لَهُ الْحَارِث بن همام وَكَيف قتال النِّسَاء قَالَ قلد كل امْرَأَة إدواة من مَاء وأعطها هراوة وَاجعَل جمعهن من وَرَائِكُمْ فَإِن ذَلِكُم يزِيد كم اجْتِهَادًا وَعَلمُوا بعلامات يعرفنها فَإِذا مرت امْرَأَة على صريع مِنْكُم عَرفته بعلامته فسقته من المَاء ونعشته وَإِذا مرت على رجل من غَيْركُمْ ضَربته بالهرواة فَقتلته وَأَتَتْ عَلَيْهِ فأطاعوه وحلقت بَنو بكر يؤمئذ رؤوسها استبسالا للْمَوْت وَجعلُوا ذَلِك عَلامَة بَينهم وَبَين نِسَائِهِم واقتتل الفرسان قتالا شَدِيدا وانهزمت بَنو تغلب وَلَحِقت بالظعن بَقِيَّة يَوْمهَا وليلتها واتبعهم سرعَان بكر بن وَائِل وتخلف الْحَارِث بن عباد فَقَالَ لسعد بن مَالك الْقَائِل
(يَا بؤس للحرب الَّتِي ... وضعت أراهط فاستراحوا)