وَقيل إِن الأخطل اسْمه غويث ويكنى أَبَا مَالك ويلقب دوبلا أَيْضا والدوبل الْحمار الْقصير الذَّنب وَيُقَال إِن جَرِيرًا هُوَ الَّذِي لقبه بذلك بقوله (الطَّوِيل)
(بَكَى دوبل لَا يرقىء الله دمعه ... إِلَّا إِنَّمَا يبكى من الذل دوبل)
وَمَات على نصرانيته وَكَانَ مقدما عِنْد خلفاء بني أُميَّة لمدحه لَهُم وانقطاعه إِلَيْهِم ومدح مُعَاوِيَة وأبنه يزِيد وهجا الْأَنْصَار رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم بِسَبَبِهِ فلعنه الله وأخزاه وخذله وَعمر عمرا طَويلا إِلَى أَن ذهب إِلَى النَّار وَبئسَ الْقَرار قَالَ ابْن رَشِيق فِي الْعُمْدَة وَمن الفحول الْمُتَأَخِّرين الأخطل وَبَلغت بِهِ الْحَال فِي الشّعْر إِلَى أَن نادم عبد الْملك بن مَرْوَان واركبه ظهر جرير بن عَطِيَّة الشَّاعِر وَهُوَ مُسلم تَقِيّ وَقيل أمره بذلك عبد الْملك بِسَبَب شعر (فاخره) فِيهِ
بَين يَدَيْهِ وَطول لِسَانه حَتَّى قَالَ مجاهرا لعنة الله عَلَيْهِ لَا يسْتَتر فِي الطعْن على الدَّين وَالِاسْتِخْفَاف بِالْمُسْلِمين (الوافر)
(وَلست بصائم رَمَضَان طَوْعًا ... وَلست بآكل لحم الْأَضَاحِي)
(وَلست بزاجر عنسا بكورا ... إِلَى بطحاء مَكَّة للنجاح)
(وَلست مناديا أبدا بلَيْل ... كَمثل العير حَيّ على الْفَلاح)
(وَلَكِنِّي سأشربها شمولا ... وأسجد عِنْد منبلج الصَّباح)
وَقد رد على جرير أقبح رد وَتَنَاول من أَعْرَاض الْمُسلمين وقبائل الْعَرَب وأشرافهم مَا لَا ينجو من مثله علوي فضلا عَن نَصْرَانِيّ وعد الْآمِدِيّ فِي المؤتلف والمختلف من لقب الأخطل أَرْبَعَة أحدهم