قَالَ شَارِح ديوانه الأعلم الشنتمري: يَقُول: نَفسِي فدَاء لبني قيس على مَا أصَاب النَّاس من أَمر يسر هم أَو يضرهم. والسر والضر: السَّرَّاء وَالضَّرَّاء.
وَقَوله: فِي الْقَوْم الشّطْر يَعْنِي الْبعدَاء من النَّاس الغرباء. وَوَاحِد الشّطْر شطير. وأصل الشطير: النَّاحِيَة. وكل من بعد عَن أَهله فقد أَخذ فِي نَاحيَة من الأَرْض. يَقُول: سَعْيهمْ فِي الغرباء أحسن سعي. انْتهى.
وَفهم من كَلَامه أَن قَوْله: خَالَتِي مُبْتَدأ وَالنَّفس مَعْطُوف عَلَيْهِ.
وَقَوله: فدَاء خبر لَهما مقدم. لَكِن ينظر: مَا وَجه ذكر الْخَالَة هَاهُنَا وقدماً بِالْكَسْرِ: ظرف مُتَعَلق بنعم وَلَا يمْنَع مِنْهُ ذكر إِن الْمَكْسُورَة لِأَنَّهُ ظرف اغتفر فِيهِ التَّقَدُّم.
وَقيس: أَبُو قَبيلَة الشَّاعِر وَإِنَّمَا جعل نَفسه فدَاء لِبَنِيهِ لأَنهم يتبادرون فِي إغاثة الملهوف.
وَهَذَا نسب طرفَة الشَّاعِر: طرفَة بن العَبْد بن سُفْيَان بن سعد بن مَالك بن ضبيعة ابْن قيس بن ثَعْلَبَة بن عكابة بن صَعب بن عَليّ بن بكر بن وَائِل.
والبيتان من قصيدة طَوِيلَة لطرفة تقدم بعض أَبْيَات مِنْهَا فِي بَاب اسْم الْفَاعِل فِي
الشَّاهِد السَّابِع بعد الستمائة. وَهَذِه أَبْيَات قبل الْبَيْت الشَّاهِد: ...