فِي مَوضِع الطعنة وَاسْتَرْخَتْ قَالُوا لَهُ لَو قطعتها لرجونا أَن تَبرأ قَالَ شَأْنكُمْ الْمَوْت أَهْون عَليّ مِمَّا أَنا فِيهِ فقطعها فيئس من نَفسه وَمَات وَرُوِيَ أَن امْرَأَته هَذِه كَانَت ذَات كفل وأوراك وَكَانَت قد مِلَّته وَكَانَ يكرمها ويقدمها على أَهله فَمر بهَا رجل وَهِي قَائِمَة فَقَالَ لَهَا أيباع هَذَا الكفل فَقَالَت عَمَّا قَلِيل وصخر يسمع فَقَالَ لَئِن اسْتَطَعْت لأقدمنك أَمَامِي ثمَّ قَالَ

لَهَا ناوليني السَّيْف أنظر هَل تقله يَدي فَدَفَعته إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ لَا يقلهُ فَعندهَا أنْشد الأبيات الْمَذْكُورَة ذكر ياقوت فِي مُعْجم الأدباء فِي تَرْجَمَة أبي أَحْمد الْحسن بن عبد الله العسكري وَقد ترجمناه نَحن أَيْضا فِي الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعِشْرين أَن الصاحب بن عباد كَانَ يود الِاجْتِمَاع بِهِ ويكاتبه ويستميل قلبه فيعتل عَلَيْهِ بالشيخوخة وَالْكبر فَلَمَّا يئس مِنْهُ احتال فِي جذب السُّلْطَان إِلَى ذَلِك الصوب وَكتب إِلَيْهِ حِين قرب من عَسْكَر مكرم كتابا يتَضَمَّن علوما نظما ونثرا وَمِنْه قَوْله (الطَّوِيل)

(وَلما أَبَيْتُم أَن تزوروا وقلتم ... ضعفنا فَمَا نقوى على الوخدان)

(أَتَيْنَاكُم من بعد أَرض نزوركم ... على منزل بكر لنا وعوان)

(نسائلكم هَل من قرى لنزيلكم ... بملء جفون لَا بملء جفان)

فَلَمَّا قَرَأَ أَبُو أَحْمد الْكتاب أقعد تلميذا فأملى عَلَيْهِ الْجَواب عَن النثر نثرا وَعَن النّظم نظما وَهُوَ

(أروم نهوضا ثمَّ يثني عزيمتى ... تعوص أعضائي من الرجفان)

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015