وَقَول غيلَان بن حُرَيْث: الرجز إِلَى كناس كَانَ مستعيده يُرِيد: إِلَى كناس مستعيده. وَقَول امْرِئ الْقَيْس فِي الصَّحِيح من الْقَوْلَيْنِ: الطَّوِيل
(أرى أم عَمْرو دمعها قد تحدرا ... بكاء على عَمْرو وَمَا كَانَ أصبرا)
يُرِيد: وَمَا أَصْبِر أَي: وَمَا أصبرها وَقد تزاد فِي سَعَة الْكَلَام وَمِنْه قَول قيس بن غَالب البدري: ولدت فَاطِمَة بنت الخرشب الكملة من عبس لم يُوجد كَانَ مثلهم. إِلَّا أَن ذَلِك لَا يحسن إِلَّا فِي الشّعْر.
وَإِنَّمَا أوردت زيادتها فِي فعل دون زِيَادَة الْجُمْلَة لِأَنَّهَا فِي حَال زيادتها غير مُسندَة
إِلَى شَيْء.)
وَسبب ذَلِك أَنَّهَا لما زيدت للدلالة على الزَّمَان الْمَاضِي أشبهت أمس فَحكم لَهَا بِحكم أمس.
هَذَا كَلَامه.
وَأنْشد بعده
الْكَامِل
(فِي لجة غمرت أَبَاك بحورها ... فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَ وَالْإِسْلَام)
على أَن كَانَ زَائِدَة بَين المتعاطفين لَا عمل لَهَا وَلَا دلَالَة على مُضِيّ.