والجوني سود الْبُطُون سود بطُون الأجنحة والقوادم بيض الصُّدُور غبر الظُّهُور وَفِي عنق كل وَاحِد مِنْهَا طوقان: أصفر وأسود.
وَقَوله: بتيهاء قفر الْجِدَار يتَعَلَّق بقوله: والعيس تجْرِي غروضها فِي بَيت قبله.
وَالْبَيْت من أبات لِابْنِ أَحْمَر وَهِي:
(لعمري لَئِن حلت قُتَيْبَة بَلْدَة ... شَدِيدا بِمَال المقحمين عضيضها)
(فَللَّه عينا أم فرع وعبرة ... ترقرقها فِي عينهَا أَو تفيضها)
(أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... صَحِيح السرى والعيس تجْرِي غروضها)
(بتيهاء قفر والمطي كَأَنَّهَا ... قطا الْحزن قد كَانَت فراخاً بيوضها)
وَفِي شرحها: قُتَيْبَة: بطن من باهلة. والمقحمون: الَّذين أقحمتهم السّنة وَهِي القحمة بِالضَّمِّ أَي: الْقَحْط.
وعضيضها: عضها. وصحيح السرى أَي: غير جَائِر عَن الْقَصْد فَيكون أسْرع لقصده لصِحَّة سراه. فتمنى أَن يَصح سراه ويستقيم ليعجل إِلَى مقْصده.
وغروضها: اتساعها. أَي: إِنَّهَا قد أضمرت حَتَّى قد كَانَت أَي: قد صَارَت. بيوضها: جمع الْبيض. انْتهى.
وَمعنى الْبَيْت أَن الْمطِي براها السّير وَحملهَا على المتاعب حَتَّى صَارَت كالفراخ فِي الضعْف والهزال بعد مَا كَانَت قَوِيَّة سماناً كالدجاج البيوض بِإِضَافَة الْفِرَاخ إِلَيْهَا. انْتهى.
وَهَذَا كَلَام من لم يقف على الرِّوَايَة. وَالَّتِي فِي عَامَّة نسخ شعره:
(أريهم سهيلاً والمطي كَأَنَّهَا ... قطا الْحزن ... ... . الْبَيْت)