بِمَنْزِلَة من رمى رجلا فَقيل: لم رميته فَقَالَ: إِنَّمَا رميت كِنَانَته وَلم أرمه وَكَانَ غَرَضه أَن يُصِيب الرجل. فَيَقُول: من هجا بني كنَانَة وَبني أَسد وَمن قرب نسبه من قُرَيْش فقد تعرض لسب قُرَيْش. يحرض الْخُلَفَاء عَلَيْهِم وَالسُّلْطَان. اه.
وَقَول سِيبَوَيْهٍ: وَإِن شِئْت رفعت بِمَا نصبت فَجَعَلته حِكَايَة قَالَ الْمَازِني: غلط سِيبَوَيْهٍ فِيهِ وَأجِيب بِأَن مُرَاده: وَإِن شِئْت رفعت فِي الْموضع الَّذِي نصبت أَو أَن الْبَاء زَائِدَة فِي الْمَفْعُول.
وَأَقُول: هَذِه القصيدة تقدم أَبْيَات مِنْهَا فِي عدَّة مَوَاضِع وَأول مَا مر فِي الشَّاهِد السَّادِس عشر من أَوَائِل الْكتاب مَعَ تَرْجَمَة الْكُمَيْت وَتقدم هُنَاكَ سَبَب نظمها. وهجا فِيهَا الْأَعْوَر الْكَلْبِيّ فَإِنَّهُ هجا مُضر ومدح أهل الْيمن.
وَتقدم بَيت مِنْهَا فِي الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعِشْرين.
وَقَوله: لعمر أَبِيك مُبْتَدأ مُضَاف وَخَبره مَحْذُوف أَي: قسمي وَجَوَاب الْقسم مَحْذُوف أَيْضا وَالتَّقْدِير: أجهالاً تَقول بني لؤَي أَو متجاهلين.
لعمر أَبِيك لتخبرني.
-
إِلَّا أَن قدم الْقسم وَاعْترض بِهِ بَين الْفِعْل ومفعوله وَحذف الْجَواب لدلَالَة الِاسْتِفْهَام عَلَيْهِ إِذْ مَعْلُوم أَن المستفهم يطْلب من المستفهم مِنْهُ أَن يُخبرهُ عَمَّا استفهمه عَنهُ.