وَقَالَ عمر بن أبي ربيعَة: الْكَامِل
(أما الرحيل فدون بعد غَد ... فَمَتَى تَقول الدَّار تجمعنا)
وَإِن شِئْت رفعت بِمَا نصبت فَجَعَلته حِكَايَة. وَزعم أَبُو الْخطاب وَسَأَلته عَنهُ غير مرّة. أَن نَاسا يوثق بعربيتهم وهم بَنو سليم يجْعَلُونَ بَاب قلت أجمع مثل ظَنَنْت. انْتهى كَلَام سِيبَوَيْهٍ.
قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ على أَنه أعمل تَقول عمل تظن لِأَنَّهَا بمعناها وَلم يرد قَول اللِّسَان وَإِنَّمَا أَرَادَ الِاعْتِقَاد بِالْقَلْبِ.
وَالتَّقْدِير: أَتَقول بني لؤَي جُهَّالًا أَي: أتظنهم كَذَلِك وتعتقده فيهم فَبنِي لؤَي الْمَفْعُول الأول ومتجاهلينا الْمَفْعُول الثَّانِي. وَأَرَادَ ببني لؤَي جُمْهُور قُرَيْش كلهَا)
وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة يفخر فِيهَا على الْيمن وَيذكر فضل مُضر عَلَيْهِم فَيَقُول: أتظن قُريْشًا جاهلين أَو متجاهلين حِين استعملوا اليمانيين فِي ولاياتهم وآثروهم على المضربين مَعَ فَضلهمْ عَلَيْهِم. والمتجاهل: الَّذِي يسْتَعْمل الْجَهْل وَإِن
لم يكن من أَهله. اه.
وَقَالَ ابْن المستوفي: أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ للكميت وَلم أرَاهُ فِي ديوانه. وَالَّذِي فِي ديوانه شعره: الوافر
(أنواماً تَقول بني لؤَي ... لعمر أَبِيك أم متناومينا)
(عَن الرَّامِي الكنانة لم يردهَا ... وَلَكِن كَاد غير مكايدينا)
يَقُول: أتظن أَن قُريْشًا تغفل عَن هجاء شعراء نزار لأَنهم إِن هجوا مُضر والقبائل الَّتِي مِنْهَا هَؤُلَاءِ الشُّعَرَاء فقد تعرضوا لسب قُرَيْش فهم