(هم منعُوا مِنْكُم تراث أبيكم ... فَصَارَ التراث للكرام الأكايس)
(وهم أوردوكم ضفة الْبَحْر طاميا ... وهم تركوكم بَين خاز وناكس)
نَحوه أَي مثله أَي مثل مَا هددتموني بِهِ والأكايس جمع أَكيس من الكياسة وَهِي الظرافة والضفة بِالْفَتْح وَالْكَسْر جَانب الْبَحْر وَالنّهر والبئر وطاميا من طما المَاء يطمو طموا ويطمي طميا فَهُوَ طام إِذا ارْتَفع وملأ النَّهر وَهُوَ بِالطَّاءِ الْمُهْملَة وخاز من خزي بِالْكَسْرِ يخزى خزيا إِذا ذل وَهَان والناكس المطأطئ رَأسه وَالسَّبَب فِي هَذِه الأبيات كَمَا فِي الأغاني أَن أَبَا جعل أَخا بني عَمْرو ابْن حَنْظَلَة من البراجم جمع من شذاذ أَسد وَتَمِيم وَغَيرهم فغزوا بني الْحَارِث بن تيم الله بن ثَعْلَبَة فنذروا بهم وقاتلوهم قتالا شَدِيدا حَتَّى فضوا جمعهم فلحق رجل من بني الْحَارِث بن تيم الله بن ثَعْلَبَة جمَاعَة من بني نهشل فيهم جراح بن الْأسود بن يعفر وحرير بن شمر بن هزان بن زُهَيْر بن جندل وَرَافِع بن صُهَيْب بن حَارِثَة ابْن جندل وَعَمْرو والْحَارث ابْنا حَرِير بن سلمى ابْن جندل فَقَالَ لَهُم الْحَارِثِيّ هَلُمَّ إِلَيّ يَا طلقاء فقد أعجبني قتالكم وَأَنا خير لكم من الْعَطش قَالُوا نعم فَنزل ليجز نواصيهم فَنظر جراح بن الْأسود إِلَى فرسه فَإِذا هُوَ أَجود فرس فِي الأَرْض
يُقَال لَهُ العصماء فَوَثَبَ فركبها وركضها وَنَجَا عَلَيْهَا فَقَالَ الْحَارِثِيّ للَّذين بقوا مَعَه أتعرفون هَذَا قَالُوا نعم نَحن لَك عَلَيْهِ خفراء فَلَمَّا أَتَى جراح أَبَاهُ أمره فهرب بهَا فِي بني سعد فابتطنها