وَرَأَيْت فِي تذكره أبي حَيَّان أَن الْبَيْت لكثير عزة وَقَالَ بعده
(إِذا قلت هَذَا حِين أسلو ذكرتها ... فظلت لَهَا نَفسِي تتوق وتنزع)
وَالصَّوَاب مَا قدمْنَاهُ وَجَمِيل هُوَ جميل بن عبد الله بن معمر كَذَا قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَفِي اسْم أَبِيه فَمن فَوْقه خلاف ذكره الْآمِدِيّ فِي المؤتلف والمختلف وصاحبته بثينة
وهما من عذرة ويكنى أَبَا عَمْرو وَهُوَ أحد عشاق الْعَرَب الْمَشْهُورين وَكَانَت بثينه تكنى أم عبد الْملك وَلها يَقُول جميل
(يَا أم عبد الْملك اصرميني ... وبيني صرمك أَو صليني)
وَيُقَال أَيْضا إِنَّه جميل بن معمر بن عبد الله وَالْجمال والعشق فِي عذرة كثير وعشق جميل بثينة وَهُوَ غُلَام صَغِير فَلَمَّا كبر خطبهَا فَرد! عَنْهَا فَقَالَ فِيهَا الشّعْر وَكَانَ يَأْتِيهَا وتأتيه ومنزلهما وَأدِّي الْقرى فَجمع لَهُ قَومهَا جمعا ليأخذوه فحذرته بثينة فاستخفى وَقَالَ (الطَّوِيل)
(وَلَو أَن ألفا دون بثنة كلهم ... غيارى وكل مزمعون على قَتْلِي)
(لحاولتها إِمَّا نَهَارا مجاهرا ... وَإِمَّا سرى ليل وَلَو قطعُوا رجْلي)
وهجا قَومهَا فَاسْتَعدوا عَلَيْهِ مَرْوَان بن الحكم وَهُوَ على الْمَدِينَة من قبل مُعَاوِيَة فَنَذر ليقطعن لِسَانه فلحق بجذام فَقَالَ (الطَّوِيل)
(أَتَانِي عَن مَرْوَان بِالْغَيْبِ أَنه ... مُقَيّد دمي أَو قَاطع من لسانيا)
(فَفِي العيس منجاة وَفِي الأَرْض مَذْهَب ... إِذا نَحن رفعنَا لَهُنَّ المثانيا)