إِسْنَاده إِلَى مَا لم يسم فَاعله.
تَقول: رب يَوْم مقوم وَرب ساعةٍ مَضْرُوبَة على قَوْلك: قُمْت يَوْمًا وَضربت سَاعَة وَأَنت)
تنصب الْيَوْم والساعة نصب الْمَفْعُول بِهِ.
فَكَذَلِك قَوْله فِي لَيْلَة مزؤودة على حد قَوْلك: زئدت اللَّيْلَة وعَلى قَوْلك قبل إِسْنَاد الْفِعْل إِلَيْهَا هَذِه لَيْلَة زئدها زيد كَقَوْلِك: هَذِه جُبَّة كسيها عَمْرو ثمَّ تَقول:
هَذِه لَيْلَة مزؤودة كَقَوْلِك: جُبَّة مكسوة. هَذَا على رِوَايَة الْجَرّ.
وَأما من نصب فعلى الْحَال ومزؤودة للْمَرْأَة الْحَامِل. وَفَائِدَة ذكر اللَّيْلَة فِي هَذِه الرِّوَايَة أَن تكون بدأت بِحمْلِهِ لَيْلًا وَهُوَ أَنْجَب لَهُ وَصَاحبه يُوصف بالشجاعة. وَقد دعاهم ذَلِك إِلَى أَن وصلوا أنسابهم بِاللَّيْلِ تحققاً بِهِ. قَالَ: الرجز
(أَنا ابْن عَم اللَّيْل وَابْن خَاله ... إِذا دجا دخلت فِي سرباله)
لست كمن يفرق من خياله انْتهى.
وَبِه يدْفع قَول ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي: مزؤودة مَذْعُورَة ويروى بِالْجَرِّ صفة لليلة وَبِالنَّصبِ حَالا من وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي أَبْيَات الْمعَانِي: مزؤودة: فِيهَا زؤد وذعر كَذَلِك قَالَ الْأَصْمَعِي. وَيَرْوِيه بَعضهم بِالنّصب ويجعله حَالا من الْمَرْأَة. وَيُقَال: إِن الْمَرْأَة إِذا حملت وَهِي مَذْعُورَة فأذكرت جَاءَت بِهِ لَا يُطَاق. انْتهى.
وَمثله قَول ابْن جني: الْغَرَض من ذكر الزؤد فِي الرِّوَايَتَيْنِ جَمِيعًا أَن الْمَرْأَة إِذا حملت بِوَلَدِهَا وَهِي مَذْعُورَة كَانَ أَنْجَب لَهُ.
أَلا ترى إِلَى قَوْله: فَأَتَت بِهِ حوش الْجنان مبطناً ... ... . الْبَيْت