انقلبت إِلَى نَسِيئَة فَلَو قبض الطَّعَام ثمَّ بَاعه مِنْهُ أَو من غَيره لم يكن كالئا بكالئ ويعدى بِالْهَمْزَةِ والتضعيف انْتهى وَقَالَ شرَّاح أَبْيَات الْكتاب عَنى بِالْبَيْتِ معن بن زَائِدَة الشَّيْبَانِيّ وَهُوَ أحد أجواد الْعَرَب وسمحائهم فوصفه ظلما بِسوء الِاقْتِضَاء وَأخذ الْغَرِيم على عسرة وَأَنه لَا ينسئه بِدِينِهِ انْتهى

وَهَذَا غير صَحِيح فَإِن معن بن زَائِدَة مُتَأَخّر عَن الفرزدق فَإِنَّهُ قد توفّي الفرزدق فِي سنة عشر وَمِائَة وَتُوفِّي معن بن زَائِدَة فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة

وَقَوله وَلَا منسئ هُوَ اسْم فَاعل من أنسات الشَّيْء أَخَّرته وَيُقَال أَيْضا نسأته فعلت وأفعلت بِمَعْنى فالمفعول مَحْذُوف أَي حَقه قَالَ الشَّارِح الرِّوَايَة بجر منسئ وَإِذا رفعته فَهُوَ خبر مقدم على الْمُبْتَدَأ أَقُول الْجَرّ يكون بالْعَطْف على مَدْخُول الْبَاء الزَّائِدَة ومعن فَاعله أقيم مقَام الضَّمِير فَيكون من تَتِمَّة الْجُمْلَة الأولى وَإِذا رفع كَانَ من جملَة أُخْرَى وبالرفع أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ قَالَ الأعلم اسْتشْهد بِهِ سِيبَوَيْهٍ على أَن تَكْرِير الِاسْم مظْهرا من جملتين أحسن من تكريره فِي جملَة وَاحِدَة فَلَو حمل الْبَيْت على أَن التكرير من جملَة وَاحِدَة لقَالَ وَلَا منسئ معن عطف على قَوْله بتارك حَقه وَلكنه كَرَّرَه مظْهرا وَلما أمكنه أَن يَجْعَل الْكَلَام جملتين اسْتَأْنف الْكَلَام فَرفع الْخَبَر وَقَالَ أعلم أَن الِاسْم الظَّاهِر مَتى احْتِيجَ إِلَى تَكْرِير ذكره فِي جملَة وَاحِدَة كَانَ الِاخْتِيَار أَن يذكر ضَمِيره لِأَن ذَلِك أخف وأنفى للشُّبْهَة واللبس كَقَوْلِك زيد ضَربته وَلَو أعدت لَفظه بِعَيْنِه فِي مَوضِع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015