قَالَ أَبُو جَعْفَر وَرَأَيْت عَليّ بن سُلَيْمَان يذهب إِلَى غير مَا قَالَ ابْن كيسَان قَالَ عمل سِيبَوَيْهٍ كِتَابه على لُغَة الْعَرَب وخطبها وبلاغتها فَجعل فِيهِ بَينا مشروحا وَجعل فِيهِ مشتبها ليَكُون لمن استنبط وَنظر فضل وعَلى هَذَا خاطبهم الله عَزَّ وَجَلَّ بِالْقُرْآنِ قَالَ أَبُو جَعْفَر وَهَذَا الَّذِي قَالَه عَليّ بن سُلَيْمَان حسن لِأَن بِهَذَا يشرف قدر الْعَالم وتفضل مَنْزِلَته إِذْ كَانَ ينَال الْعلم بالفكرة واستنباط الْمعرفَة وَلَو كَانَ كُله بَينا لاستوى فِي علمه جَمِيع من سَمعه فَيبْطل التَّفَاضُل وَلَكِن يسْتَخْرج مِنْهُ الشَّيْء بالتدبر وَلذَلِك لَا يمل لِأَنَّهُ يزْدَاد فِي تدبره علما وفهما وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد الْمبرد قَالَ يُونُس وَقد ذكر عِنْده سِيبَوَيْهٍ أَظن هَذَا الْغُلَام يكذب على الْخَلِيل فَقيل لَهُ قد روى عَنْك أَشْيَاء فَانْظُر فِيهَا فَنظر وَقَالَ صدق فِي جَمِيع مَا قَالَ هُوَ قولي وَمَات سِيبَوَيْهٍ قبل جمَاعَة قد كَانَ أَخذ عَنْهُم كيونس وَغَيره وَقد كَانَ يُونُس مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَذكر أَبُو زيد النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ كالمفتخر بذلك بعد موت سِيبَوَيْهٍ قَالَ كل مَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَأَخْبرنِي الثِّقَة فَأَنا أخْبرته بِهِ وَمَات أَبُو زيد بعد موت سِيبَوَيْهٍ بنيف وَثَلَاثِينَ سنة وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ