أَعنِي الْيَاء فِي أصنعي فَلَمَّا حضر مَا يُعَاقب الْهَاء صَارَت لذَلِك كَأَنَّهَا حَاضِرَة ا. هـ.
وَمَفْهُوم قَول الْفراء أَن الْمُبْتَدَأ إِذا لم يكن كلا يمْتَنع حذف الْعَائِد وَالصَّحِيح فِيهِ أَيْضا الْجَوَاز بقلة فِي الْكَلَام وَالشعر أما الأول فقد قَرَأَ يحيى وَإِبْرَاهِيم والسلمي فِي الشواذ أَفَحكم الْجَاهِلِيَّة يَبْغُونَ بِالْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة وَأما الثَّانِي فكثير مِنْهُ قَول الشَّاعِر
(فَخَالِد يحمد سَادَاتنَا)
أَي يحمده سَادَاتنَا وَأعلم أَن الشَّارِح الْمُحَقق أورد هَذَا الشَّاهِد فِي بَاب الإشتغال أَيْضا وَقَالَ يرْوى بِرَفْع كل ونصبه وَكَذَلِكَ رَوَاهُمَا سِيبَوَيْهٍ وَقد أنكر عَلَيْهِ الْمبرد رِوَايَة الرّفْع وَقَالَ الَّذِي رَوَاهُ الْجرْمِي وَغَيره من الروَاة النصب فَقَط وَمنع هَذِه الْمَسْأَلَة نظما ونثرا قَالَ ابْن ولاد س أَيْضا رَوَاهُ بِالنّصب وَقَالَ إِن النصب أَكثر وَأعرف فأغنى هَذَا الِاحْتِجَاج عَلَيْهِ بقول الْجرْمِي أَلا ترى قَوْله إِن الرّفْع ضَعِيف وَهُوَ بِمَنْزِلَتِهِ فِي غير الشّعْر لِأَن النصب لَا يكسر وَلَا يخل بِهِ ترك إِضْمَار الْهَاء كَأَنَّهُ قَالَ كُله غير مَصْنُوع وَقد روى أهل الْكُوفَة وَالْبَصْرَة هَذِه الشواهد رفعا كَمَا رَوَاهَا س ا. هـ.
وَظَاهر كَلَام س أَن الضَّرُورَة مَا لَيْسَ للشاعر عَنهُ فسحة وَتقدم الْكَلَام عَلَيْهَا فِي أول شَاهد من هَذِه الشواهد وَزعم تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ فِي رِسَالَة كل وَفِي تَفْسِيره أَن رِوَايَة النصب