بَيَانا وتفسيراً لجِهَة التَّعَجُّب من كَمَال صِفَاته الْمُقْتَضى للتعجب مِنْهَا.
وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: وروى: لاه ابْن عمك بالخفض وَهُوَ قسمٌ الْمَعْنى: رب ابْن عمك بخفض رب فَيكون على هَذَا رب تَابعا للفظ الْجَلالَة بالوصفية وَيكون جملَة: لَا أفضلت إِلَخ جَوَاب الْقسم وَاللَّام المضمرة للقسم ولاه مقسم بِهِ.
وَقد أورد الشَّارِح الْمُحَقق هَذَا الْبَيْت فِي عَن من حُرُوف الْجَرّ على أَنَّهَا هُنَا فِي بَابهَا من الْمُجَاوزَة وأفضلت مضمن لِمَعْنى تجاوزت فِي الْفضل.
وَأوردهُ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي على أَن عَن فِيهِ بِمَعْنى على قَالَ: لِأَن الْمَعْنى الْمَعْرُوف: أفضلت عَلَيْهِ.
وَهَذَا قَول ابْن السّكيت فِي إصْلَاح الْمنطق وَتَبعهُ ابْن قُتَيْبَة وَغَيره.
قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شرح أَبْيَات أدب الْكَاتِب: ذهب يَعْقُوب بن السّكيت وَمن كِتَابه نقل ابْن قُتَيْبَة هَذِه الْأَبْوَاب إِلَى أَن عَن هَا هُنَا بِمَعْنى عَليّ. وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَنَّهُ جعل أفضلت من قَوْلهم: أفضلت على الرجل إِذا أوليته فضلا. وأفضلت هَذِه تتعدى بعلى لِأَنَّهَا بِمَعْنى الإنعام. وَمَعْنَاهُ: إِنَّك لم تنعم عَليّ بِأَن شرفتني فَتعْتَد بذلك عَليّ.
وَقد يجوز أَن يكون من قَوْلهم: أعْطى وَأفضل إِذا زَاد على الْوَاجِب. وأفل هَذِه أَيْضا تتعدى بعلى يُقَال: