وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْله تَعَالَى: رب اجْعَل لي آيَة قَالُوا عَلامَة أعلم بهَا وُقُوع مَا بشرت بِهِ.
وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي قَوْله سُبْحَانَهُ: قَالَ آيتك أَن لَا تكلم النَّاس أَي: تمنع الْكَلَام وَأَنت سوي فتعلم بذلك أَن الله قد وهب لَك الْوَلَد. فَكَانَ ذَلِك من فعل الله بِهِ عَلامَة دَالَّة على صِحَة مَا بشره بِهِ من أَمر يحيى عَلَيْهِ السَّلَام. وَكَذَلِكَ قَوْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: واضمم يدك إِلَى جناحك تخرج بَيْضَاء من غير سوءٍ آيَة أُخْرَى قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: كَانَت فِي قلب الْعَصَا آيةٌ دَالَّة على وحدانية الله تَعَالَى. ثمَّ أمره بِضَم يَده وأعلمه أَنَّهَا تخرج بَيْضَاء من غير برص وَأَن
تِلْكَ آيَة أُخْرَى دَالَّة على مَا دلّت عَلَيْهِ الْآيَة الْأُخْرَى. فَأصل الْآيَة الْعَلامَة فَكَأَن الْآيَة من كتاب الله علامةٌ يفضى مِنْهَا إِلَى غَيره كأعلام الطَّرِيق المنصوبة للهداية. قَالَ الشَّاعِر الْبَسِيط: إِذا مضى علمٌ مِنْهَا بدا علم وَلما كَانَت الْآيَة هِيَ العلام الدَّالَّة على الشَّيْء سموا شخص الشَّيْء آيَته وَقَالُوا: تآييته على وزن فاعلته إِذا تَعَمّدت آيَته. وَكَذَلِكَ آيَات الله