وَقد تكلم على معنى الْآيَة أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن حَمْزَة الْبَصْرِيّ اللّغَوِيّ فِيمَا كتبه على إصْلَاح الْمنطق لأبي يُوسُف بن السّكيت من كتاب التَّنْبِيهَات على أغلاط الروَاة قَالَ أَبُو يُوسُف: وَقد تأييته: تَعَمّدت آيَته أَي: شخصه. وَحكى لنا أَبُو عَمْرو: يُقَال خرج الْقَوْم بآيتهم أَي: بجماعتهم أَي: لم يدعوا وَرَاءَهُمْ شَيْئا. وأنشدنا لبرج بن مسهرالطويل:
(خرجنَا من النعتين لَا حَيّ مثلنَا ... بآيتنا نزجي اللقَاح المطافلا)
قَالَ: وَمعنى آيَة من كتاب الله أَي: جمَاعَة حُرُوفه. قَالَ أَبُو الْقَاسِم: قد أفسد أَبُو يُوسُف صَحِيح قَوْله الأول بقول أبي عَمْرو فِي معنى الْآيَة من كتاب الله وَإِنَّمَا الْآيَة الْعَلامَة لَا جمَاعَة حُرُوف.
وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن دُرَيْد: وَالْآيَة من الْقُرْآن الْكَرِيم كَأَنَّهَا علامةٌ لشَيْء ثمَّ يخرج مِنْهَا إِلَى غَيرهَا. وَكَذَلِكَ قَالَ فِي بَيت البرج أَي: خَرجُوا بجماعتهم وَبِمَا يسْتَدلّ بِهِ عَلَيْهِم من مَتَاعهمْ.
وَيُقَال: هَذِه آيَة كَذَا أَي: عَلامَة كَذَا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: أتبنون بِكُل ربعٍ آيَة تعبثون أَي: أمرةً وعلامة وَمِنْه قَول الشَّاعِر: بِآيَة يقدمُونَ الْخَيل زوراً تسن على سنابكها الْقُرُون)
(بِآيَة يقدمُونَ الْخَيل زوراً ... كَأَن على سنابكها مداما)
وَقَالَ آخر
(أَلا أبلغ لديك بني تَمِيم ... بِآيَة مَا يحبونَ الطعاما)