. قَوْله: فدت نَفسِي إِلَخ جملَة دعائية ومَا مَوْصُولَة. وَتَخْصِيص الْيَمين لفضلها وَقُوَّة التَّصَرُّف)
بهَا وهم يُقِيمُونَ الْبَعْض مقَام الْجُمْلَة وينسبون إِلَيْهِ الْأَحْدَاث وَالْأَخْبَار كثيرا كَقَوْلِه تَعَالَى: فظلت أَعْنَاقهم لَهَا خاضعين. قَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ فِي شرح أمالي القالي: قَوْله: صدقُوا فيهم ظنوني ف ظنوني مفعولة. وروى غير القالي: صدقت فيهم ظنوني فالظنون على هَذِه الرِّوَايَة فاعلةٌ.
ويروى: صدقت بِضَم الصَّاد فَتكون الظنون مفعولةً. يُرِيد: أَنَّهَا نَائِب فَاعل. وأنشده صَاحب الْكَشَّاف فِي صُورَة سبأ بِرِوَايَة: صدقت فيهم ظنوني وَقَالَ: لَو قرئَ: وَلَقَد صدق عَلَيْهِم إِبْلِيس ظَنّه بتَشْديد الدَّال وَرفع إِبْلِيس وَالظَّن كَمَا فِي الْبَيْت لَكَانَ مُبَالغَة فِي الصدْق عَلَيْهِم. وفوارس شَاذ فِي الجموع لِأَن فواعل جمع فاعلة لما يعقل دون فَاعل. وَالْمعْنَى: تفدي نَفسِي وَمَالِي أجمع فوارس يكونُونَ عِنْد ظنوني بهم فِي الْحَرْب. وَقَوله: فوارس لَا يملون إِلَخ بِالنّصب بدل من فوارس وبالرفع خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي: هم فوارس. والمنايا: جمع منية وَهِي الْمَوْت أَرَادَ أَسبَابهَا. والزبون: النَّاقة الَّتِي تزبن حالبها أَي: تَدْفَعهُ برجلها وَمِنْه الزَّبَانِيَة لأَنهم يدْفَعُونَ إِلَى النَّار. وَإِنَّمَا لم يؤنث لِاسْتِوَاء فعول فِي الْمُؤَنَّث والمذكر. شبه الْحَرْب الَّتِي لَا تقبل الصُّلْح بالناقة الزبون. وَيُقَال: ثَبت فلانٌ فِي رَحا الْحَرْب أَي: حَيْثُ دارت كالرحا.