وَلما هرب المتلمس إِلَى مُلُوك الشَّام هجى عَمْرو بن هِنْد بقصيدةٍ وحرض قوم طرفَة على الطّلب بدمه أَولهَا:
(إِن الْعرَاق وَأَهله كَانُوا الْهوى ... فَإِذا نأى بِي ودهم فليبعد)
إِلَى أَن قَالَ:
(إِن الْخِيَانَة والمغالة والخنى ... والغدر تتركه ببلدة مُفسد)
(ملكٌ يلاعب أمه وقطينها ... رخو المفاصل أيره كالمرود)
(بِالْبَابِ يرصد كل طَالب حاجةٍ ... فَإِذا خلا فالمرء غير مُسَدّد)
فَبلغ هَذَا الشّعْر عمرا فَحلف إِن وجده بالعراق ليَقْتُلهُ وَأَن لَا يطعمهُ حب الْعرَاق فَقَالَ المتلمس من قصيدة:
(آلَيْت حب الْعرَاق الدَّهْر أطْعمهُ ... وَالْحب يَأْكُلهُ فِي الْقرْيَة السوس)
(لم تدر بصرى بِمَا آلَيْت من قسمٍ ... وَلَا دمشق إِذا ديس الكراديس)