وَمِمَّا حذف مِنْهُ صلَة موصولين فَلم يُؤْت فِيهِ بصلَة قَول سلمي بن ربيعَة السيدي:
(وَلَقَد رأبت ثأى الْعَشِيرَة بَينهَا ... وكفيت جَانبهَا اللتيا وَالَّتِي)
أَرَادَ اللتيا وَالَّتِي تَأتي على النُّفُوس لِأَن تَأْنِيث اللتيا وَالَّتِي هَا هُنَا إِنَّمَا هُوَ لتأنيث الداهية. أَلا ترى إِلَى قَوْله:
بعد اللتيا واللتيا وَالَّتِي وتردت: تفعلت من الردى مصدر ردي يردى إِذا هلك أَو من التردي الَّذِي هُوَ السُّقُوط من علوٍّ. حذف الصِّلَة من هَذَا الضَّرْب من الموصولات إِنَّمَا هُوَ لتعظيم الْأَمر وتفخيمه. وَقد جَاءَ التصغير فِي كَلَامهم للتعظيم كَقَوْلِه: دويهيةٌ تصفر مِنْهَا الأنامل أَرَادَ بالدويهية الْمَوْت وَلَا داهية أعظم مِنْهَا فتحقير اللتيا هَا هُنَا للتعظيم. والرأب: الْإِصْلَاح. والثأى بِفَتْح الْمُثَلَّثَة والهمزة وَبعدهَا ألف تكْتب يَاء: الْفساد. والظرف مُتَعَلق بالثأى أَي: أصلحت مَا فسد بَينهَا. اه. وَإِنَّمَا نقلته هُنَا بِتَمَامِهِ لِأَنَّهُ كالشرح لما سَيَأْتِي قَرِيبا.