وَالْبَيْت أوردهُ أَبُو تَمام فِي الحماسة وَبعده بيتٌ ثَان ونسبهما لجميل العذري وَهُوَ:
(نعم صدق الواشون أَنْت كريمةٌ ... علينا وَإِن لم تصف مِنْك الْخَلَائق)
يَقُول: الواشون لَا يقدرُونَ فِي وشايتهم على أَكثر مِمَّا أَن يَقُولُوا: إِنَّنِي لَك عاشق. ثمَّ أوجب بقوله: نعم. فَكَأَنَّهُ قَالَ: قد صدقُوا فِيمَا ادعوهُ أَنْت تكرمين
علينا وَإِن لم نصادف من أخلاقك صفاء. والواشي: النمام الَّذِي يحسن الْكَلَام ويزوقه للإفساد بَين اثْنَيْنِ من الوشي وَهُوَ التزيين.
وروى: وامق بدل عاشق وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وروى: حَبِيبَة إِلَيّ بدل كَرِيمَة علينا. وَهُوَ مُنَاسِب.
وترجمة جميل العذري تقدّمت فِي الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتِّينَ. وَقد روى صَاحب الأغاني هذَيْن الْبَيْتَيْنِ من جملَة أبياتٍ لمَجْنُون بني عَامر وَهُوَ قيس بن الملوح الْمَشْهُور بمجنون ليلى. روى بِسَنَدِهِ)
عَن الْهَيْثَم بن عدي أَن رَهْط الْمَجْنُون اجتازوا فِي نجعةٍ لَهُم بحب ليلى فَرَأى أَبْيَات أَهلهَا وَلم يقدر على الْإِلْمَام بهم وَعدل أَهله إِلَى وجهة أُخْرَى فَقَالَ الْمَجْنُون:
(لعمرك إِن الْبَيْت بالقبل الَّذِي ... مَرَرْت وَلم ألمم عَلَيْهِم لشائق)
(كَأَنِّي إِذا لم ألق ليلى معلقٌ ... بسبين أهفو بَين سهلٍ وحالق)
...