الْجمل وَقواهُ. قَالَ: نحب بدل من مَا وَقيل: إِن نحبا خبر مُبْتَدأ مُضْمر وَالتَّقْدِير: أهوَ نحب والمبتدأ وَالْخَبَر بدل من مَوضِع مَاذَا. وَهَذَا أقوى لِأَنَّهُ أبدل جملَة من جملَة لما كَانَت فِي مَعْنَاهَا. اه. وَمثله لِابْنِ السَّيِّد فِي شرح شَوَاهِد الْجمل قَالَ: من اعْتقد فِي نحب الْبَدَل فموضع مَا رفع على كل حَال وَمن اعْتقد أَن قَوْله أنحب مُرْتَفع على خبر مُبْتَدأ مُضْمر كَأَنَّهُ قَالَ: أهوَ نحب جَازَ أَن تكون مَا مَرْفُوعَة الْمحل وَجَاز أَن تكون مَنْصُوبَة الْموضع. اه. وَقَالَ ابْن المستوفي فِي شرح أَبْيَات الْمفصل: إِذا كَانَ ذَا بِمَعْنى الَّذِي فَفِيهِ وُجُوه: أَحدهمَا: أَن يكون خبر مَا وَأَن يكون بَدَلا مِنْهَا وَأَن يكون خَبرا
لمبتدأ مَحْذُوف تَقْدِيره: مَا هُوَ الَّذِي يحاول. اه. أَقُول: أما الثَّانِي فَبَاطِل لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لوَجَبَ أَن قترن مَعَ الْبَدَل اسْتِفْهَام كَمَا اقْترن بقوله: نحب على تَقْدِير كَونه بَدَلا من مَا. وَأما الثَّالِث فَلَا يجوز لعدم الْقَرِينَة على الْحَذف. وَبَقِي عَلَيْهِ أَن يَقُول: مَا خبر مقدم وذَا مُبْتَدأ مُؤخر كَمَا اخْتلفُوا فِي قَوْلهم: كم مَالك. وَقَوله: أَلا تَسْأَلَانِ إِلَخ أَلا: كلمة يستفتح بهَا الْكَلَام وَمَعْنَاهُ التَّنْبِيه. وتسألان خطابٌ لصاحبين لَهُ وَقيل: إِنَّمَا هُوَ خطابٌ لوَاحِد. وَزعم بَعضهم أَن الْعَرَب تخاطب الْوَاحِد بخطاب الِاثْنَيْنِ. وَحكي عَن بعض الفصحاء وَهُوَ الْحجَّاج: يَا حرسي اضربا عُنُقه وَزَعَمُوا أَن قَوْله تَعَالَى: ألقيا فِي جَهَنَّم كل كفارٍ عنيد أَنه خطاب للْملك. وَهَذَا شيءٌ يُنكره حذاق