وَكَذَلِكَ قَالَ الدماميني فِي الْحَاشِيَة الْهِنْدِيَّة: كَون ذَا مَوْصُولا لَا يتَعَيَّن لاحْتِمَال أَن يكون مَاذَا كُله اسْما وَاحِدًا مَرْفُوعا على أَنه مُبْتَدأ ويحاول خَبره والرابط مَحْذُوف أَي: يحاوله. وَمثله فِي الشّعْر جَائِز. ونحبٌ بدل من الْمُبْتَدَأ وَيحْتَمل أَن يكون مَاذَا كُله فِي مَحل نصب على أَنه مفعول يحاول ولَا ضمير محذوفاً. فَإِن قلت: يُبطلهُ رفع الْبَدَل. قلت: لَا يكون نحب حينئذٍ بَدَلا بل يكون خبر مُبْتَدأ مُضْمر. اه.
أَقُول أما النصب فقد جوزه الْفراء فِي تَفْسِيره عِنْد قَوْله تَعَالَى: ويسألونك مَاذَا يُنْفقُونَ قل الْعَفو قَالَ: تجْعَل مَا فِي مَوضِع نصب وتوقع عَلَيْهَا يُنْفقُونَ وَلَا تنصبها بيسألونك. وَإِن شِئْت رفعتها من وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن تجْعَل ذَا اسْما)
يرفع مَا كَأَنَّك قلت: مَا الَّذِي يُنْفقُونَ. وَالْعرب قد تذْهب بِهَذَا وَذَا إِلَى معنى الَّذِي. وَالرَّفْع الآخر: أَن تجْعَل كل اسْتِفْهَام أوقعت عَلَيْهِ فعلا بعده رفعا لَا يجوز تَقْدِيمه قبل الِاسْتِفْهَام فجعلوه بِمَنْزِلَة الَّذِي إِذْ لم يعْمل فِيهَا الْفِعْل الَّذِي بعْدهَا. فَإِذا نَوَيْت ذَلِك رفعت الْعَفو كَذَلِك كَمَا قَالَ الشَّاعِر: أَلا تَسْأَلَانِ الْمَرْء مَاذَا يحاول ... ... ... ... . الْبَيْت رفع النحب لِأَنَّهُ نوى أَن يَجْعَل مَا فِي مَوضِع رفع وَلَو قَالَ: أنحباً فَيقْضى أم ضلالا وباطلاً كَأَن أبين فِي كَلَام الْعَرَب وَأكْثر. اه. وَأما جعل نحبٌ خبر مُبْتَدأ فقد نَقله ابْن هِشَام اللَّخْمِيّ فِي شَوَاهِد