وَأنْشد بعده
الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الأربعمائة وَهُوَ من شَوَاهِد س:
(رُبمَا تكره النُّفُوس من الْأُم ... ر لَهُ فرجةٌ كحل العقال)
على أَن مَا نكرةٌ مَوْصُوفَة بجملة تكره النُّفُوس. فَحكم على كَونهَا نكرَة بِدُخُول رب عَلَيْهَا وَحكم بِالْجُمْلَةِ صفة على قِيَاس نكرَة رب من أَنَّهَا
مَوْضُوعَة لتقليل نوعٍ من جنس فَلَا بُد أَن يكون الْجِنْس مَوْصُوفا حَتَّى تحصل على النوعية. وَقد أوردهُ سِيبَوَيْهٍ فِي كِتَابه مرَّتَيْنِ لذَلِك قَالَ: رب لَا يكون بعْدهَا إِلَّا نكرَة. وأنشده. قَالَ الأعلم: اسْتشْهد بِهِ على أَن مَا نكرةٌ بِتَأْوِيل شَيْء وَلذَلِك دخلت عَلَيْهَا رب لِأَنَّهَا لَا تعْمل إِلَّا نكرَة. وَلَا تكون مَا هُنَا كَافَّة لِأَن فِي تكره ضميراً عَائِدًا عَلَيْهَا وَلَا يضمر إِلَّا الِاسْم. وَكَذَلِكَ الضَّمِير فِي لَهُ عائدٌ عَلَيْهَا. وَالْمعْنَى: رب شَيْء تكرههُ النُّفُوس من الْأُمُور الْحَادِثَة الشَّدِيدَة وَله فُرْجَة تعقب الضّيق والشدة كحل عقال الْمُقَيد.
والفرجة بِالْفَتْح فِي الْأَمر وبالضم فِي الْحَائِط وَنَحْوه. اه. وَمثله فِي إِيضَاح الشّعْر لأبي عَليّ قَالَ فِيهِ: مَا اسمٌ منكور يدل على ذَلِك دُخُول رب عَلَيْهِ وَلَا يجوز أَن تكون كَافَّة كَالَّتِي فِي قَوْله تَعَالَى: رُبمَا