تَعَالَى: ياعيسى بن مَرْيَم قَالَ: إِذا قلت يَا زيد أَخا تَمِيم أَو قلت: يَا زيد ابْن الرجل الصَّالح رفعت الأول ونصبت الثَّانِي كَمَا فِي الْبَيْت. أَلا أَنه روى المصراع الثَّانِي: مَا أَنْت ويل أَبِيك بِاللَّامِ.

وَنقل بَعضهم عَنهُ أَنه قَالَ اصل ويل: وي زيد عَلَيْهَا لَام الْجَرّ فَأن كَانَ بعْدهَا مكنيٌّ فتحت لأمه كويلك وويله. وَأَن كَانَ ظَاهرا جَازَ فتح اللَّام وَكسرهَا.

وَذكر أَنهم أنشدوا قَوْله: مَا أَنْت ويل أَبِيك وَالْفَخْر الْبَيْت بِكَسْر اللَّام وَفتحهَا فالكسر على الأَصْل وَالْفَتْح لجعلها مخلوطة بوي كَمَا قَالُوا: يَا لتيم ثمَّ كثرت فِي الْكَلَام فأدخلوا لاماً فَقَالُوا: ويلٌ لَك. قَالَ السيرافي: وَلَو كَانَ كَمَا قَالَ قَالُوا ويلٌ لَك بِالتَّنْوِينِ وَالضَّم فَأن قَالَ: توهموا أَنَّهَا أَصْلِيَّة فنونوها وَزَادُوا بعْدهَا لاماً فبعيدٌ جدا. وَقَالَ الصَّاغَانِي فِي الْعباب: ويب كلمةٌ مثل ويلٌ تَقول: ويبك وويب زيد وويب أَبِيك. وَزَاد أَبُو عَمْرو: ويباً لَهُ وويبٌ لَهُ وويبه وويب غَيره. وَزَاد الْفراء: ويبك وويب بك بِالْكَسْرِ فيهمَا.

وَمعنى هَذِه الْكَلِمَة ألزمهُ الله ويلاً. نصب نصب المصادر. فَأن جِئْت بِاللَّامِ قلت: ويبٌ لزيد.)

فالرفع على الِابْتِدَاء أجودٌ من النصب وَالنّصب مَعَ الْإِضَافَة أَجود من الرّفْع. وَقيل أَنهم قَالُوا ذَلِك لقبح اسْتِعْمَال الويل عِنْدهم. اه. وَقَوله: ويب أَبِيك مَعْنَاهُ ألزمك الله هَلَاك أَبِيك أَي: فقدته. وَهُوَ اعْتِرَاض بَين الْمَعْطُوف والمعطوف عَلَيْهِ. وَقَوله: يَا زبرقان إِلَخ الزبْرِقَان هُوَ صحابيٌّ. وَهُوَ الزبْرِقَان بن بدر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015