(على زواحف تزجى مخها رير)
وَإِن ذَلِك بلغ الفرزدق فَقَالَ أما وجد هَذَا المنتفخ الخصيين لبيتي مخرجا فِي الْعَرَبيَّة أما إِنِّي لَو أَشَاء لَقلت
(على زواحف نزجيها محاسير)
ولكنني وَالله لَا أقوله ثمَّ قَالَ
(فَلَو كَانَ عبد الله مولى هجوته الْبَيْت)
فَبلغ ذَلِك عبد الله فَقَالَ عذره شَرّ من ذَنبه والخفض فِي رير جيد وَتَقْدِيره على زواحف رير مخها تزجى ا. هـ.
كَلَامه وَهَذَا الْبَيْت مركب من بَيْتَيْنِ وهما (الْبَسِيط)
(مُسْتَقْبلين شمال الشَّام تضربنا ... بحاصب كنديف الْقطن منثور)
(على عمائمنا يلقى وأرحلنا ... على زواحف نزجيها محاسير)
والشمَال هِيَ الرّيح الْمَعْرُوفَة وَهِي مفعولة وَجُمْلَة تضربنا حَال مِنْهَا والحاصب بمهملتين الرّيح الَّتِي تثير الْحَصْبَاء والزواحف جمع زاحفة بالزاي الْمُعْجَمَة والحاء الْمُهْملَة وَهِي الْإِبِل الَّتِي أعيت فجرت فراسنها يُقَال زحف الْبَعِير إِذا أعيا فجر فرسنة أَي خفَّة ونزجيها نسوقها والإزجاء السُّوق ومحاسير جمع محسور من حسرت الْبَعِير حسرا إِذا أتعبته فَهُوَ حسير أَيْضا وَيُقَال أحسرته بِالْألف أَيْضا وَيكون لَازِما أَيْضا يُقَال حسر الْبَعِير يحسر حسورا إِذا أعيا والرير على مَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى هُوَ بإهمال الراءين قَالَ الْفراء مخ رير بِفَتْح الرَّاء وَكسرهَا ورار أَيْضا أَي فَاسد ذائب من الهزال