وَاعْلَم أَنهم قد ذكرُوا فِي سَبَب هجو الفرزدق لعبد الله أَن عبد الله لحنه فِي قَوْله إِلَّا مسحتا أَو مجلف فَإِنَّهُ عطف الْمَرْفُوع على الْمَنْصُوب كَمَا نَقله الواحدي

وَغَيره وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله شرح هَذَا الْبَيْت مُسْتَوفى فِي بَاب الْعَطف فَلَمَّا بلغ الفرزدق تلحين عبد الله إِيَّاه هجاه بِهَذَا الْبَيْت فَلَمَّا بلغ هجو الفرزدق لعبد الله قَالَ قُولُوا للفرزدق لحنت فِي هَذَا الْبَيْت أَيْضا حَيْثُ حركت موَالِي فِي الْخَفْض هَكَذَا رووا هَذِه الْحِكَايَة وَالَّذِي رَأَيْته فِي تَارِيخ النُّحَاة للتاريخي الْمَذْكُور آنِفا قَالَ حَدثنِي ابْن الْفَهم عَن مُحَمَّد بن سَلام قَالَ أخبرنَا يُونُس أَن ابْن أبي إِسْحَاق قَالَ للفرزدق فِي مديحة يزِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان

(مستقلين شمال الشَّام تضربنا ... على زواحف تزجى مخها رير)

فَقَالَ لَهُ ابْن أبي إِسْحَاق أَسَأْت موضعهَا رفع وَإِن رفعت أقويت وألح النَّاس على الفرزدق فِي ذَلِك فقلبها فَقَالَ

(على زواحف نزجيها محاسير)

ثمَّ ترك الروَاة هَذَا وَرَجَعُوا إِلَى القَوْل الأول قَالَ يُونُس وَهَذَا جيد فَلَمَّا أَكثر ابْن أبي إِسْحَاق على الفرزدق هجاه فَقَالَ

(لَو كَانَ عبد الله مولى هجوته الْبَيْت)

وَقد حكى مثل حِكَايَة التاريخي أَبُو الْقَاسِم على بن حَمْزَة الْبَصْرِيّ اللّغَوِيّ فِي كتاب التَّنْبِيهَات على أغلاط الروَاة قَالَ وَقد حكى أَبُو أَحْمد عبد الْعَزِيز بن يحيى الجلودي فِي إِسْنَاد ذكره فِي أَخْبَار الفرزدق أَن عبد الله بن أبي إِسْحَاق النَّحْوِيّ قَالَ إِن الفرزدق لحن فِي قَوْله ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015