وَإِنِّي لأحسبه عمرَان بن حطَّان. حَتَّى تَذَاكَرُوا لَيْلَة قَول عمرَان بن حطَّان يمدح ابْن ملجم لَعنه الله:

(يَا ضَرْبَة من تقيّ مَا أَرَادَ بهَا ... إلاّ ليبلغ من ذِي الْعَرْش رضوانا)

(إنّ لأذكره حينا فأحسبه ... أوفى البريّة عِنْد الله ميزانا)

فَلم يدر عبد الْملك لمن هُوَ. فَرجع روح فَسَأَلَ عمرَان بن حطَّان عَنهُ فَقَالَ عمرَان: هَذَا يَقُوله عمرَان بن حطَّان يمدح بِهِ عبد الرَّحْمَن بن ملجم قَاتل عَليّ بن

أبي طَالب رَحْمَة الله عَلَيْهِ فَرجع روح إِلَى عبد الْملك فَأخْبرهُ فَقَالَ لَهُ عبد الْملك: ضيفك عمرَان بن حطَّان اذْهَبْ فجئني بِهِ. فَرجع إِلَيْهِ فَقَالَ: إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ قد أحب أَن يراك.

فَقَالَ عمرَان: قد أردْت أَن أَسأَلك هَذَا فَاسْتَحْيَيْت مِنْك فَامْضِ فَإِنِّي بالأثر. فَرجع روح إِلَى عبد الْملك فخبره فَقَالَ لَهُ عبد الْملك: أما إِنَّك سترجع فَلَا تَجدهُ. فَرجع فَوجدَ عمرَان قد احْتمل وَخلف رقْعَة فِيهَا: الْبَسِيط

(يَا روح كم من أخي مثوى نزلت بِهِ ... قد ظنّ ظنّك من لخمٍ وغسّان)

(قد كنت جَارك حولا مَا تروّعني ... فِيهِ روائع من إنسٍ وَمن جَان)

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015