(فبتّ قرير الْعين أَعْطَيْت حَاجَتي ... أقبّل فاها فِي الْخَلَاء فَأكْثر))
(فيا لَك من ليلٍ تقاصر طوله ... وَمَا كَانَ ليلِي قبل ذَلِك يقصر)
(ويالك من ملهىً هُنَاكَ ومجلسٍ ... لنا لم يكدّره علينا مكدّر)
(يمجّ ذكيّ الْمسك مِنْهَا مفلّجٌ ... نقيّ الثّنايا ذُو غروبٍ مؤشّر)
(يرفّ إِذا تفترّ عَنهُ كأنّه ... حَصى بردٍ أَو أقحوانٌ منوّر)
(وترنو بعينيها إليّ كَمَا رنا ... إِلَى ظبيةٍ وسط الخميلة جؤذر)
(أشارت بأنّ الحيّ قد حَان مِنْهُم ... هبوبٌ وَلَكِن موعدٌ لَك عزور)
(فَمَا راعني إلاّ منادٍ تحمّلوا ... وَقد شقّ معروفٌ من الصّبح أشقر)
(فلمّا رَأَتْ من قد تنوّر مِنْهُم ... وأيقاظهم قَالَت أشر كَيفَ تَأمر)
(فَقلت: أباديهم فإمّا أفوتهم ... وإمّا ينَال السّيف ثأراً فيثأر)
(فَقَالَت أتحقيقٌ لما قَالَ كاشحٌ ... علينا وتصديقٌ لما كَانَ يُؤثر)
(فَإِن كَانَ مَا لَا بدّ مِنْهُ فَغَيره ... من الْأَمر أدنى للخفاء وأستر)
(أقصّ على أختيّ بَدْء حديثنا ... وَمَا بِي من أَن تعلما متأخّر)
(لعلّهما أَن تبغيا لَك مخرجا ... وَأَن ترحبا سرباً بِمَا كنت أحْصر)
(فَقَامَتْ كئيباً لَيْسَ فِي وَجههَا دمٌ ... من الْحزن تذري عِبْرَة تتحدّر)
...