(فبتّ أُنَاجِي النّفس أَيْن خباؤها ... وأنّي لما تَأتي من الْأَمر مصدر)
(فدلّ عَلَيْهَا الْقلب نارٌ عرفتها ... بهَا وَهوى الحبّ الَّذِي كَانَ يظْهر)
(فلمّا فقدت الصّوت مِنْهُم وأطفئت ... مصابيح شبّت بالعشاء وأنور)
(وَغَابَ قميرٌ كنت أَهْوى غيوبه ... وروّح رعيانٌ ونوّم سمّر)
(فحيّيت إِذْ فاجأتها فتولّهت ... وكادت بمرفوع التّحيّة تجْهر)
(فَقَالَت وعضّت بالبنان فضحتني ... وَأَنت امرؤٌ ميسور أَمرك أعْسر)
(أريتك إِذْ هنّا عَلَيْك ألم تخف ... رقيباً وحولي من عدوّك حضّر)
(فَقلت كَذَاك الحبّ قد يحمل الْفَتى ... على الهول حتّى يستقاد فينحر)
(فو الله مَا أَدْرِي أتعجيل حاجةٍ ... سرت بك أم قد نَام من كنت تحذر)
(فَقلت لَهَا بل قادني الحبّ والهوى ... إِلَيْك وَمَا نفسٌ من النّاس تشعر)
(فَقَالَت وَقد لانت وأفرخ روعها ... كلاك بحفظٍ ربّك المتكبّر)
(فَأَنت أَبَا الخطّاب غير منازعٍ ... عليّ أميرٌ مَا مكثت مؤمّر)
...