الهزج
(عذير الحيّ من عدوا ... ن كَانُوا حيّة الأَرْض)
(بغى بَعضهم بَعْضًا ... فَلم يرعوا على بعض)
(وَمِنْهُم كَانَت السّاد ... ات والموفون بالقرض)
ثمَّ أقبل على رجل كُنَّا قدمْنَاهُ أمامنا جسيم وسيم فَقَالَ: أَيّكُم يَقُول هَذَا الشّعْر فَقَالَ: لَا أَدْرِي. فَقلت من خَلفه: يَقُوله ذُو الإصبع. فتركني وَأَقْبل على ذَلِك الجسيم فَقَالَ: وَمَا كَانَ اسْم ذِي الإصبع فَقَالَ: لَا أَدْرِي. فَقلت أَنا من خَلفه: اسْمه حرثان. فَأقبل عَلَيْهِ وَتَرَكَنِي. فَقَالَ: لم سمي ذَا الإصبع فَقَالَ: لَا أَدْرِي. فَقلت أَنا من خَلفه: نهشته حَيَّة على إصبعه.)
فَأقبل عَلَيْهِ وَتَرَكَنِي. فَقَالَ: من أَيّكُم كَانَ فَقَالَ: لَا أَدْرِي. فَقلت أَنا من خَلفه: من بني نَاجٍ.
فَأقبل على الجسيم فَقَالَ: كم عطاؤك فَقَالَ: سَبْعمِائة
دِرْهَم. ثمَّ أقبل عَليّ فَقَالَ: كم عطاؤك فَقلت: أَرْبَعمِائَة دِرْهَم. فَقَالَ لكَاتبه حط من عَطاء هَذَا ثلثمِائة وزدها فِي عَطاء هَذَا.
فرحت وعطائي سَبْعمِائة وعطاؤه أَرْبَعمِائَة. اه.
وَأورد لَهُ من شعره قَوْله: الطَّوِيل
(أكاشر ذَا الضّغن المبيّن مِنْهُم ... وأضحك حتّى يَبْدُو النّاب أجمع)
(وأهدنه بالْقَوْل هدناً وَلَو يرى ... سريرة مَا أُخْفِي لبان يفزّع)