وَأما الْمشَار إِلَيْهِ بِمَا فَهُوَ الصّديق النَّاقِص وَذَلِكَ على أَنه يُرِيد مَا الموصولة فَإِنَّهَا مفتقرة إِلَى صلَة وعائد وَمَا الاستفهامية فَإِنَّهُ تنقص حرفا إِذا دخل عَلَيْهَا الْجَار.
وَهَذَا أحسن من قَوْله فِي الْمُغنِي كنقص مَا الموصولة لِأَن مَا النَّاقِصَة أَعم من الموصولة لشمولها الاستفهامية. وَأما الموصوفة فَهِيَ كالموصولة.
وَأما الشَّاهِد الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ ابْن حزم فَهُوَ قَول الْأَعْشَى مَيْمُون من قصيدة: الطَّوِيل
(وتشرق بالْقَوْل الَّذِي قد أذعته ... كَمَا شَرقَتْ صدر الْقَنَاة من الدّم)
وَبَيَانه أَن الْفِعْل إِنَّمَا تلْحقهُ التَّاء إِذا كَانَ الْفَاعِل مؤنثاً وَلَا يجوز قَالَت زيد فَكَانَ يَنْبَغِي أَن لَا يجوز كَمَا شَرقَتْ لِأَن الصَّدْر مُذَكّر لكنه لما أَضَافَهُ للقناة سرى مِنْهَا التَّأْنِيث إِلَيْهِ.
وَعكس ذَلِك قَوْله: الْبَسِيط
(إنارة الْعقل مكسوفٌ بطوع هوى ... وعقل عاصي الْهوى يزْدَاد تنويرا)
فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول مكسوفة لِأَن الإنارة مُؤَنّثَة وَلكنه لما أضافها إِلَى الْعقل سرى إِلَيْهَا مِنْهُ التَّذْكِير.
والمين الْمحلي من الْفُضَلَاء المصرية لَهُ تَأْلِيفَات فِي علم الْعرُوض. والمحلة: كورة بِمصْر الْقَاهِرَة.