.
(وليل بهيم قد تسربلت هوله ... إِذا اللَّيْل بالنكس الدنيء تجهما)
(وَلنْ يكْسب الصعلوك حمداً وَلَا غنى ... إِذا هُوَ لم يركب من الْأَمر مُعظما)
(لحا الله صعلوكاً مناه وهمّه ... من الْعَيْش أَن يلقى لبوساً ومغنماً)
(ينَام الضُّحَى حَتَّى إِذا نَومه اسْتَوَى ... تنبّه مثلوج الْفُؤَاد مورّماً)
(مُقيما مَعَ المثرين لَيْسَ ببارح ... إِذا نَالَ جدوى من طَعَام ومجثما)
(وَللَّه صعلوك يساور همّه ... ويمضي على الْأَحْدَاث والدهر مقدما)
(فَتى طلبات لَا يرى الخمص ترحة ... وَلَا شبعة إِن نالها عدّ مغنما)
(إِذا مَا رأى يَوْمًا مَكَارِم أَعرَضت ... تيَمّم كبراهن ثمّت صمّما)
(ويغشى إِذا مَا كَانَ يَوْم كريهة ... صُدُور العوالي فَهُوَ مختضب دَمًا)
)
(يرى رمحه ونبله ومجنّه ... وَذَا شطب عضب الضريبة مخذما)
(وأحناء سرج فاتر ولحامه ... عتاد فَتى هيجاً وطرفاً مسوّما)
(فَذَلِك إِن يهْلك فحسنى ثَنَاؤُهُ ... وَإِن عَاشَ لم يقْعد ضَعِيفا مذمّما)
قَوْله: هبتا أَي: استيقظتا. وغور النَّجْم أَي: غَابَتْ الثريا. وَقَوله: ضلة هُوَ قيد فِي اللوم لامه ضلة: إِذا لم يوفق للرشاد فِي لومه. والمغرم بِالْفَتْح الغرامة. وأغبر الْجوف: الْقَبْر وَمثله: خطّ من الأَرْض. وَقَوله: حَتَّى تحلما أَي: تتحلم أَي: تتكلف الْحلم. وَهَذَا الْبَيْت من شَوَاهِد مُغنِي اللبيب.