وَهَذَا الْبَيْت من مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد الْمَشْهُورَة. وَقبل هَذَا الْبَيْت:
(وَالنَّاس كالنبت: فَمِنْهُ رائق ... غضّ نضير عوده مرّ الجنى)
(وَمِنْه مَا تقتحم الْعين فَإِن ... ذقت جناه انساغ عذباً فِي اللها)
(يقّوم الشارخ من زيغانه ... فيستوي مَا انعاج مِنْهُ وانحنى)
وَالشَّيْخ إِن قومته من زيغه ... . الْبَيْت
(كَذَلِك الْغُصْن يسير عطفه ... لدنا شَدِيد غمزه إِذا عسا)
(من ظلم النَّاس تحاموا ظلمه ... وَعز فيهم جانباه واحتمى)
(وهم لمن لَان لَهُم جَانِبه ... أظلم من حيات أنباث السفى)
وَالنَّاس كلاًّ إِن فحصت عَنْهُم جَمِيع أقطار الْبِلَاد والقرى
(عبيد ذِي المَال وَإِن لم يطعموا ... من غمره فِي جرعة تشفي الصدى)
(وهم لمن أملق أَعدَاء وَإِن ... شاركهم فِيمَا أَفَادَ وحوى)
وتقتحمه الْعين. تفوته وتزدريه. واللها بِالْفَتْح: جمع لهاة وَهِي مَا بَين مُنْقَطع اللِّسَان إِلَى مُنْقَطع الْقلب من أَعلَى الْفَم. والشارخ: الشَّاب.
والزيغان: الْعُدُول عَن الْحق وانعاج: انعطف. وَمَا: فِيهِ الْوَجْهَانِ.)
وَقَوله: كَذَلِك الْغُصْن الْإِشَارَة رَاجِعَة إِلَى تَقْوِيم الشارخ وَالشَّيْخ. واللدن: اللين والطريّ.
والغمز: الْعَصْر بِالْيَدِ والهزّ. وعسا: صلب وَاشْتَدَّ فِي الْقَامُوس: النبث كفلس: النبش وَقيل: التُّرَاب الْمُسْتَخْرج من الْبِئْر. والسفى بسين مُهْملَة مَفْتُوحَة وَفَاء: التُّرَاب وه امن قَوْلهم فِي الْمثل: أظلم من