لذَلِك على مُعَاوِيَة عُطَارِد بن حَاجِب فَقَالَ لَهُ: مَا فعل الْفَتى الدَّارمِيّ الصبيح الْوَجْه الفصيح اللِّسَان يَعْنِي مِسْكينا فَقَالَ: صَالح يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ: أعلمهُ أَنِّي قد فرضت لَهُ فَلهُ شرف الْعَطاء وَهُوَ فِي بِلَاده فَإِن شَاءَ يُقيم بهَا أَو عندنَا فَلْيفْعَل فَإِن عطاءه سيأتيه وبشره بِأَنِّي قد فرضت لأربعة آلَاف من قومه. فَكَانَ مُعَاوِيَة يغزي الْيمن فِي الْبَحْر وتميماً فِي البرّ فَقَالَ النَّجَاشِيّ وَهُوَ شَاعِر الْيمن:

(أَلا أَيهَا النَّاس الَّذين تجمعُوا ... بعكّا أنَاس أَنْتُم أم أباعر)

(أيترك قيسا آمِنين بدارهم ... ونركب ظهر الْبَحْر وَالْبَحْر زاخر)

(فو الله مَا أَدْرِي وَإِنِّي لسائل ... أهمدان تَحْمِي ضيمها أم يحابر)

(أم الشّرف الْأَعْلَى من أَوْلَاد حمير ... بَنو مَالك أَن تستمرّ المرائر)

فَرجع الْقَوْم جَمِيعًا عَن وجههم فَبلغ ذَلِك مُعَاوِيَة فسكّن مِنْهُم وَقَالَ: أَنا

أغزيكم فِي الْبَحْر لِأَنَّهُ أرْفق من الْخَيل وَأَقل مُؤنَة وَأَنا أعاقبكم فِي الْبر وَالْبَحْر فَفعل ذَلِك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015