شعره من عذره، علمت أن شيطانه المريد لا يسمع التفنيد1، ولا يفعل إلا ما يريد، فثنيت إلى أصحابي عناني، وأبثثتهم ما أثبته عياني، فوجموا لضيعة الجوائز، وتعاهدوا على محرمة العجائز.

"قلت": قد علمت أيها المتأمل أن هذا المقامة البديعة بنيت على ترهات هذه العجوز، وما زخرفته من الباطل، في نظمها ونثرها، الذي خلب كل منهما القلوب وسلب عقول السامعين إلى أن بالغوا في إكرامها. فلما كشف لهم الغطاء عن جميع ما نمقته، وتحققوا أنه بني على الباطل، كانت الخاتمة, فوجموا لضيعة الجوائز، وتعاهدوا على محرمة العجائز.

والألفاظ المحتاجة إلى الحل، في هذه المقامة، هي قوله: ندوت أي حضرت النادي، والجوازل: فراخ الحمام، واحدها جوزل. وعرتنا قصدتنا: يقال عراه واعتراه. والمعارف: الوجوه. المعارف الثانية: من المعرفة. وثمال القوم: من يقول بأمرهم. وسروات القبائل: السرو: وهو السخاء والمروأة. واحد السروات سراة، لا يجوز أن يكون سراة بالضم، وسريات: جمع سرية، وهي العقيلة السخية. والقلب: هنا قلب العسكر ويمطون الظهر: أي يحملون المنقطع. ويولون اليد: أي النعمة، وأردى: أهلك. والأعضاد: جمع عضد، وهو ما يمسك الشيء ويقويه. والجوارح: هنا الأعضاء التي تجرح. وقوله: وانقلب ظهرًا لبطن: المراد به عكس الحال. ونبا: ارتفع. والحاجب: صاحب الأمير. وصلد الزند: أي لم يور. ووهت: أي ضعفت. واليمين: القوة. والثنية: الناقة التي لها ستة أعوام. والناب: المسنة. واغبرّ العيش: أي تكدر. وازورّ: مال والمحبوب الأصفر: هو الدينار. وفودي: صدغي. والموت الأحمر كناية عن الفقر. والعدو الأزرق الشديد العداوة، والأصل فيه: العطش، وبه فسر قوله تعالى: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} 2 أي عطاشًا. وتلوى تابعي عينه فراره: أي عيانه يغنيك عن اختباره، وفي المثل: إن الجواد عينه فرارة. أي عيانه. وقصارى أمره: أي آخر أمره. وآليت: أي حلفت. وأبذل الحر: أي الوجه. والقرونة: النفس. والحوباء: النفس أيضًا. ونضر: بمعنى حسن. ويقذيها: يلقي فيها القذى. والجمود: الإمساك. ويقذيها الجود: يخرج عنها القذى. والحامك: بمعنى نظمك الشعر. والشعار: الثوب الذي يلي الجسد. والدثار: ما فوقه. والردن: الكم ودردبيس: من أسماء الداهية. والسنة الشهباء:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015