ذكر براعة الطلب:

وفي براعة ما أرجوه من طلب ... إن لم أصرح فلم أحتج إلى الكلم

هذا النوع من مستخرجات الشيخ عز الدين الزنجاني، في كتاب: "المعيار". وهو أن يلوّح الطالب بالطلب، بألفاظ عذبة مهذبة منقحة مقترنة بتعظيم الممدوح خالية من الإلحاف1 والتصريح، بل يشعر بما في النفس دون كشفه، كقول أبي الطيب المتنبي:

وفي النفس حاجات وفيك فطانة ... سكوتي بيان عندها وخطاب2

والفرق بين براعة الطلب وبين الإدماج، أن الإدماج أن يقدر معنى من المعاني، ثم يدمج غرضه ضمنه ويوهم أنه لم يقصده، وهذا مقصور على الطلب فقط، وهو أيضًا فرق بينه وبين الكناية. وبيت الشيخ صفي الدين قوله:

وقد علمت بما في النفس من أرب ... وأنت أكرم من ذكري له بفمي3

والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي رحمه الله قوله:

براعة بان فيها منتهى طلبي ... وأنت أكرم من نطق بلا ولم

وبيت بديعيتي:

وفي براعة ما أرجوه من طلب ... إن لم أصرح فلم أحتج إلى الكلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015