والعميان ما نظموا هذا النوع. وبيت الشيخ عز الدين:
حبي له يتمشى في المفاصل قل ... بالاحتراس تمشي البرء في السقم1
قلت: الشيخ صفي الدين احترس في بيته، بقوله: غير مأمور. واحتراس الشيخ عز الدين عجزت عن تحقيقه بل عن تحقيق معناه، فإن هذا البيت مأخوذ من قول أبي نواس، في وصف الخمرة:
فتمشت في مفاصلهم ... كتمشي البرء في السقم
وبيت بديعيتي:
فإن أقف غير مطرود بحجرته ... لم أحترس بعدها من كيد مختصم
فقولي: غير مطرود، هو الاحتراس الذي يليق بمقام المادح، بالنسبة إلى مقام النبي -صلى الله عليه وسلم- والتورية باسم النوع في قولي: لم أحترس بعدها، محاسنها توري. والتكميل، بقولي: من كيد مختصم، هو الذي زاد محاسنها بهجة وكمالًا.