{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} 1. والنقصان ما تقدم من قول الحريري: فلم يكن إلا كلمح البصر أو أقرب، فإنه أسقط لفظة هو، إذ الآية الكريمة لفظها: {كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} 2. والتقديم والتأخير، كقول الشاعر:
قال لي إن رقيبي ... سيئ الخلق فداره
قلت دعني وجهك ... الجنة حفت بالمكاره
هذا الاقتباس من الحديث، فإنه تقدم أن الإجماع على جواز الاقتباس من القرآن ومنهم من عد المضمن في الكلام من الحديث النبوي اقتباسًا، وزاد هنا الطيبي في الاقتباس من مسائل الفقه، والشاعر قدم في لفظ الحديث وأخر؛ لأن لفظ الحديث: "حفت الجنة بالمكاره"، ومن هنا يتبين لك قطع نظرهم في الاقتباس عن كونه نفس المقتبس منه، ولولا ذلك للزمهم الكفر في لفظ القرآن، والنقص منه، ولكنهم يأتون به على أنه لفظ القرآن، ومن أمثلته الشعرية قول الحماسي:
إذا رمت عنها سلوة قال شافع ... من الحب ميعاد السلو المقابر
سيبقى لها في مضمر الحب والحشا ... سرائر تبقى يوم تبلى السرائر3
ومنه:
أهدى إليكم على بعد تحيته ... حيّوا بأحسن منها أو فردوها
ويعجبني هنا قول ابن سنا الملك في بعض مطالعه:
رحلوا فلست مسائلًا عن دارهم ... أنا باخع نفسي على آثارهم4
ومن لطائف هذا الباب قول القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر في معشوقه المسمى بالنسيم:
إن كانت العشاق من أشواقهم ... جعلوا النسيم إلى الحبيب رسولا
فأنا الذي أتلو لهم {يا ليتني ... كنت اتخذت مع الرسولا سبيلا} 5
ومثله في الحسن، قول شيخ شيوخ حماة المحروسة رحمه الله تعالى: