ذكر حسن الاتباع:

ذكراه يطربهم والسيف ينهل من ... أجسامهم لم يشن حسن اتباعهم1

هذا النوع، أعني حسن الاتباع، هو أن يأتي المتكلم إلى معنى اخترعه غيره فيحسن اتّباعه فيه، بحيث يستحق بوجه من الوجوه الزائدة التي توجب للمتأخرين استحقاق معنى التقدم، إما باختصار لفظه، أو قصر وزن أو عذوبة لفظ، أو تمكين قافية، أو تتميم نقص، أو تحلية من البديع توجب الاستحقاق، كاتباع أبي نواس جريرًا

في قوله:

إذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلهم غضابا

فنقل أبو نواس المعنى من الفخر إلى المدح بقوله:

وليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد

فزاد على جرير زيادات، منها: قصر الوزن، وحسن السبك، وإخراج كلامه من الظن إلى اليقين، وأيضًا فإن ذكر العالم، أعم من ذكر الناس في بيت جرير.

وعدوا من الشواهد الحسنة في حسن الاتباع، قول منصور النميري، في زينب أخت الحجاج وأترابها، وهو:

وهي اللواتي إن برزن قتلنني ... وإن غبن قطّعن الحشا حسرات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015