ولسنا نراها غير سائلة ولم ... تفه بسؤال فاعترانا التحير1
فانعم بحل اللغز يا خير منعم ... فأنت به والله أجدى وأجدر
فلا زالت الأقلام تسعى لشكركم ... على رأسها طول المدى لا تقصر
فكتب المقر المرحومي الأميني الجواب بعد أيام، وهو قوله:
مواقع أقلام لها الفضل ينشر ... وروضة آداب بها القلب يجبر
تحرر معنى حسنه نسيج وحده ... فيا حبذا الإسكندري المحرر
تشق على الأفهام شقة شأوها ... فكم من بليغ عن مداها يقصر2
أتت سهلة الألفاظ ممنوعة الذرا ... حماها من العلياء لا يتسوّر3
تشير إلى الحبلى التي عز وضعها ... فأحشاؤها فيها الأجنة تقبر
ينامون لا تغشاهم سنة الكرى ... فإن هب فرد ظل يسعى ويحضر
وإن أرشفته من زلال رضابها ... تهادى بها نشوان يمشي ويعثر
وأما إذا اعتموا السواد فكلهم ... خطيب له فوق الأنامل منبر
وينطق عن علم وطول نباهة ... وعما رآه في المنام يعبر
تطاول سمر الخط أنى تشامخت ... سموًا ومع هذا على الطول تقصر
وكل بني الآداب تلفى بيوتهم ... تقام بها بين الأنام وتعمر
فأكرم بما قد ولدته وأنشأت ... وربت ويكفيها بذلك مفخر
نجية وجهي إن جلست ووجهها ... تجاهي وجاهي عندها ليس يحقر4
وقد فتحت فاها فقالت وقصرت ... وأنى استقالت فهي في ذاك تعذر
فلا زلتم أهل الجمال وخيركم ... لدى النقص مثلي فهو حظ موفر
بمدحكم الأقلام يضحك سنها ... بحق وأفواه الدواة تقطر
ويعجبني من الألغاز، في التورية، قول شهاب الدين الغزاوي، في قوس، وهو:
ما عجوز كبيرة بلغت سنًا ... طويلًا وتتقيها الرجال
ولها في البنين سهم وقسم ... وبنوها كبار قدر نبال
ومن غريب ما أعجبني في هذا الباب قول القائل في كمون وهو: