حليت لغزك إذ أبهمته فلذا ... يا فاتني رحت بالإعجاب مفتونا

هذا وكم قد رأينا في دوائره ... للكف قبضًا يزيد العقل تمكينا

وليس إضماره مستحسنًا فأين ... بالكشف عنه لمن وافاك تحسينا

وكن لنا هاديًا صوب الصواب ودم ... فينا أمينًا رشيد العقل مأمونا

والله تعالى يمن على أفواه شاكريه بما هو أشهى من اللوزينج وأحلى، ويحلي أعناق المتأدبين من كلمه بما هو أنفس من الدر وأغلى.

وكتب الشيخ بدر الدين، المشار إليه، أيضًا لغزًا في دواة وجهزه إلى المقر المرحومي الأميني المقدم ذكره، وهو هذا:

كتبت وأعذاري إليك تقرر ... ونظمي بها يا كاتب السر يجهر

أتتك بأبيات المعاني فرضتها ... وحكت حبير اللفظ وهو محرر1

وحليت أهل العصر إذ كنت خاتمًا ... لهم فعليك الآن يعقد خنصر

وما أنت إلا البحر جاش عبابه ... ولكن رأينا منك علمًا يجسر2

فما كلمة أفديك دام اعتلالها ... وفيها دواء إن عراها تغير

ويحفظها ذو السر وهي التي وشت ... وذلك من عاداتها ليس يترك

وما مسها إلا وجادت بنفسها ... وصحف ترى المقصود بالنفس يظهر

وتحمل سمر الخط رايات ملكها ... على الرأس عباسية حين تخطر

كحيلة طرف تعشق العين شكلها ... ويحسن مرآها إذا ما تحبر

مؤنثة كم ذكرتنا بلونها ... عهود الصبا والشيء بالشيء يذكر

وكم قد أرانا ريقها من مسلسل ... يلذ به في الذوق ورد ومصدر

وكم لاقت الأحبار منها محاسنًا ... فعادت لها الجهال بالعي تحصر3

مسودة إن ترض فالعيش أخضر ... وإن غضبت فالموت لا شك أحمر

ويعذب للسمر الرقاق رضابها ... فتنهل منها موردًا لا يكدر

لقد أحكمت والنسخ ما زال دأبها ... بذلك قد جاء الكتاب المسطر

وما هي إلا ذت متربة غدت ... وكم ذي غنى عن قصدها ليس يفتر4

طور بواسطة نورين ميديا © 2015