وكم ناصح كذبت دعواه إذ غدت ... عليّ وآلت حلفة لم تحلل1

ولحية لاح غاظها ضحكي على ... أثيث كقنو النخلة المعثكل2

ترى بعر الآرام في عرصاتها ... وقيعانها كأنه حب فلفل

نزعت لسكري ساحبًا من صبابتي ... على إثرها أذيال مرط مرحل3

إلى أن تبدى عذره متمطيًا ... وأردف أعجازًا وناء بكلكل4

فلاطفته في حالتيه ولم أقل ... فسلي ثيابي من ثيابك تنسل

وضن بأسطار كأن يراعها ... أساريع ظبى أو مساويك إسحل5

ويقرع سمعي من معاريض لفظه ... مداك عروسك أو صلاية حنظل6

وعدنا لود يملأ القلب عوده ... بشحم كهداب الدمقس المفتل

أعدت صلاح الدين عهد مودة ... بكل مغار الفتل شدت بيذبل7

فدونك عتبي اللفظ ليس بفاحش ... إذا هي نصته ولا بمعطل8

وعادات حب هن أشهر فيك من ... قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

والذي أقوله: المهيع الذي اخترعه الصاحب فخر الدين بن مكانس، ومشى عليه في تضمين هذه المعلقة، يعد من المعلقات في بابه، فإنه ضمنها في مداعبة رجل من أصحابه، كان كبير الأنف وأتى بما لا اختلج في صدر متأدب، ولا سمع بعده المرقص والمطرب، وهو قوله:

تأنف عن وصف الغزال تغزلي ... بلحية أنف ذي عقاص ومرسل

انظر أيها المتأدب ما ألطف تأنف هنا، وألطف منه قوله بلحية أنف، فإن العقاص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015