قال أبو العلاء في ختام قصيدته:

ولا تزال بك الأيام ممتعة ... بالآل والحال والعلياء والعمر1

قال الشيخ زين الدين في ختامه:

وارتجي بك من ذي العرض عافية ... في الآل والحال والعلياء والعمر

رحم الله الشيخ زين الدين، هذه القصيدة معدودة من محاسنه، ولولا خشية الإطالة لاستوعبتها بكمالها، فإنها بديعة في باب الإيداع. انتهى.

وأما أعجاز قصيدة امرئ القيس اللامية المعلقة، فإن جماعة من أهل الأدب ثابروا على تضمينها وتضمين البعض منها، وسبكوها في قوالب مختلفة الأنواع.

كتب إلَيّ مولانا قاضي القضاة، صدر الدين بن الآدمي الحنفي -سقى الله ثراه- من دمشق المحروسة إلى حماة المحروسة، في صدر رسالته:

أحن إلى تلك السجايا وإن نأت ... حنين أخي ذكرى حبيب ومنزل

وأهدي إليها من سلامي معطرًا ... بمسكٍ سحيق لا بريّا القرنفل2

وأذكر ليلات بكم قد تصرّمت ... بدار حبيب لا بدارة جلجل3

شكوت إلى صبري اشتياقي فقال لي ... ترفق ولا تهلك أسى وتجمل

وقلت له إني عليك معول ... وهل عند رسم دارس من معول4

فأجبته وصدرت الرسالة بقولي:

سرت نسمة منكم إلَيّ كأنها ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل

فقلت لليلي مذ بدا صبح طرسها ... ألا أيها الليل الطويل ألا انجلِ

جنت ما حلا ذوقًا فقلت تقربي ... ولا تبعدينا عن جناكِ المعلل

ورقت فأشعار امرئ القيس عندها ... كجلمود صخر حطه السيل من علِ

فقلت قفا نضحك لرقتها على ... قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015