الذي انتهت غايات المتأخرين إليه، ومن ذلك قول الشيخ جمال الدين بن نباتة أيضًا وهو:

أقول لمعشر جلدوا ولاطوا ... وباتوا عاكفين على الملاح

ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح

وقولي:

ومذ كلمت قلبي سيوف لحاظها ... شكوت إليها قصتي وهي تبسم

فلم أر بدرًا ضاحكًا قبل وجهها ... ولم تر قبلي ميتًا يتكلم

وقال الشيخ جمال الدين بن نباتة:

دنوت إليها وهو كالفرخ راقد ... فيا خجلتي لما دنوت وإذلالي

فقلت امعكيه بالأنامل فالتقى ... لدى وكرها العناب والحشف البالي1

وقولي طاول الليل بالذؤابة قبس ... وتثنى عجبًا بلطف وكيس2

فحلا لي السهاد مذ طال ليلي ... يا خليليّ من ذؤابة قيس

وقال الشيخ جمال الدين بن نباتة:

تصدى إلى أيري فقلت له اتئد ... وحقك لو عاينته وهو ثائر3

رأيت الذي لاكله أنت قادر ... عليه ولا عن بعضه أن صابر

وأنشدني، من لفظه لنفسه الكريمة، مولانا المقر الأشرف المرحومي القاضوي الناصري محمد بن البارزي الجهني الشافعي، صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية المحروسة، كان، تغمده الله برحمته، ما اختلف هو والشيخ جمال الدين بن نباتة في إيداعه واتفقا في معناه، والمعنى في البيتين المذكورين قبل. وأما الترشيح فعندي أن التورية في بيتي المقر الناصري أرجح، وهما قوله:

أقول وقد أبى عن أخذ أيري ... وسالت من محاجره دموع

إذا لم تستطع شيئًا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015