ليد نصرتهم يبدو بطلعته ... ما السبعة الشهب ما توليد رملهم
قلت: هذا النوع أعني، التوليد: ليس تحته كبير أمر، وهو على ضربين من الألفاظ والمعاني، فالذي من الألفاظ تركه أولى من استعماله؛ لأنه سرقة ظاهرة، وما ذاك إلا أن الناظم يستعذب لفظة من شعر غيره، فيقتضبها ويضمنها غير معناها الأول في شعره، كقول امرئ القيس في وصف الفرس:
وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل1
فاستعذب أبو تمام قيد الأوابد فنقلها إلى الغزل فقال:
لها منظر قيد الأوابد لم يزل ... يروح ويغدو في خفارته الحب2
والتوليد من المعاني، هو الأجمل والأستر3، وهو الغرض ههنا، وذلك أن الشاعر ينظر إلى معنى من معاني من تقدمه، ويكون محتاجًا إلى استعماله، في بيت من قصيدة له، فيورده ويولد منه معنى آخر، كقول القطامي:
قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل4
وقال من بعده، ونقص الألفاظ، وزاد تمثيلًا وتوكيدًا وتذييلًا: